لا يفوت الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء مناسبة إلا ويهاجم فيها "الإخوان المسلمين"، معددًا مساوئ الجماعة، التي دأب على وصف أعضائها ب "الخوارج"، مقدمًا "الأدلة" و"البراهين" الداعمة لوجهة نظره تجاه الجماعة التي صنفتها الحكومة ب "الإرهابية". وجاء الهجوم الأحدث خلال إلقائه خطبة الجمعة من "مسجد فاضل" بمدينة السادس من أكتوبر، بقوله: "مشكلة تنظيم الإخوان وانحراف فكرهم بدأت مع تكوين النظام السري؛ فالدعوة الإسلامية ليس فيها ظاهر وباطن، ولكن ظاهرها كباطنها لا تشوبه شائبة، ولذلك فإن مساجدنا ليس بها غرفة قدس الأقداس، بل هي مفتوحة لا تحتوي الأسرار". وكان محور الخطبة يدور حول الصدق وترك الكذب؛ مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما سُئِلَ: أيكون المؤمن جبانا؟ قال: "نعم"، فقيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: «نعم»، فقيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ قال: "لا". وأضاف "الإخوان بتكوينهم نظامًا سريًا في أربعينيات القرن الماضي، بدأوا في انحرافهم الفكري والدعوي، وأصبحت دعوتهم ذات وجهين؛ وجه ظاهر، ووجه باطن لا يعرفه إلا القليل. وهنا بدأ الميزان في الاعوجاج، وبدأت معه سلسلة من الكذب لاتزال مستمرة حتى الآن". واستطرد جمعة قائلاً: "وعندما سألناهم لماذا تكذبون، قالوا نحن نكذب لله ورسوله، فقلنا لهم خسئتم؛ فالله ورسوله أَمَرَا بالصدق ونَهَيَا عن الكذب والتدليس؛ قال الله تعالى: ﴿لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدِّيقا. وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا". وفي نهاية الخطبة، وجه المفتي السابق رسالة إلى الشباب قال فيها: "ونقول لشباب الأمة: اتركوا أهل الكذب وأهل البدع، واتبعوا رسولكم الكريم الذي نهى عن الكذب وأمرنا بالصدق، فهو وسيلتنا الأولى والوحيدة إلى الله تعالى". شاهد الفيديو: