عام على اعتقال خمس فتيات من طالبات الأزهر، في مشهد متكرر لقدسية الحرم الجامعي، حين اقتحمته قوات الأمن في الرابع والعشرين من ديسمبر من العام الماضي، لم يتوقف الأمر على الاقتحام، حيث قامت قوات الأمن بالاعتداء على الطالبات بالضرب والسحل، كما اعتقلت خمس طالبات جاءت أسماؤهن كما يلي: "آلاء السيد، طالبة بالفرقة الأولى بكلية الدراسات الإسلامية، وهنادي أحمد محمود، طالبة بالفرقة الأولى بكلية الدراسات الإسلامية، وروفيدة إبراهيم، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التجارة، وعفاف أحمد عمر، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الدراسات الإسلامية، وأسماء حمدي، طالبة بالفرقة الثانية بكلية طب الأسنان". منذ بداية اعتقالهن وسلسلة من الانتهاكات بحقهن، حيث تعرضن للضرب والسحل والتحرش من قبل أفراد الأمن بداخل الحرم الجامعي، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اكتمل مسلسل التعذيب داخل قسمي شرطة أول وثان مدينة نصر، حتى أن آثار التعذيب ظهرت واضحة عليهن، كما تم تفتيشهن تفتيشًا ذاتيًا مهينًا وصل إلى حد التحرش، والتضييق عليهن أثناء زيارات الأهل، حتى تم ترحيلهن في يوم 12 يناير الماضي إلى سجن القناطر، لإكمال مسلسل الانتهاكات. ففي سجن القناطر، مورست ضد الفتيات سلسلة طويلة من الانتهاكات كانت آخرها ما عُرف إعلاميًا ب"بمجزرة القناطر" التي حدثت في 10 يونيو الماضي، حيث الاعتداء على 18 طالبة من طالبات الأزهر من قبل السجانات وأمناء الشرطة بالضرب بالحديد والعصي والخشب، ما أدى إلى إصابة الطالبات الخمسة بكدمات وجروح قطعية، تم إخفاؤهن قسريًا بعدها لمدة خمسة أيام، ليتم نقلهن إلى سجن دمنهور فيما بعد. وفي سجن دمنهور وضعت الطالبة "هنادي" في غرفة التأديب لعدة أيام، وبالرغم من قيام محامي الطالبات وأهلهن بتقديم بلاغات عدة للنائب العام والتي قيدت بأرقام (12131،12197،12109) للتحقيق في هذه الواقعة ولتوقيع الكشف الطبي عليهن، إلا أنه لم يتخذ أي إجراء تجاه تلك الواقعة أو ما سبقها. تعرضت الطالبات للإهمال الطبي المتعمّد، حيث عانت "هنادى" من إعياء شديد نتيجة تضخم الزائدة الدودية لديها، وبعد محاولات عديدة وافقت إدارة السجن على إجرائها عملية استئصال للزائدة في الثالث من سبتمبر الماضي، كما رفضت إدارة السجن إبقاءها في المستشفى، على الرغم من طلب الطبيب المعالج لها بإبقائها حتى تمام شفائها، لتعود بهذا القرار التعسفى إلى السجن غير المجهز بأي إسعافات وغير المهيأ لإتمام علاجها به. كانت محكمة جنح مدينة نصر أصدرت في 24 شهر فبراير الماضي حكمًا على الطالبات الخمس بالسجن لمدة خمسة أعوام وغرامة 100 ألف جنيه، في القضية رقم 7322 جنح مدينة نصر، والتي وجهت للطالبات فيها العديد من التهم أبرزها: الاعتداء على رئيس الأمن المركزي وسرقة محفظته، ارتكاب أعمال عنف باستخدام المولوتوف والحجارة، الانتماء لجماعة محظورة أسست على خلاف القانون، وغيرها من الاتهامات. وفي الاستئناف على الحكم، التي كانت أولى جلساته في 27 مارس 2014، ماطلت المحكمة في إصدار حكم بخصوص تلك القضية، حتى تم تثبيت الحكم عليهن بالسجن خمس سنوات، وذلك في جلسة 23 نوفمبر الماضي بعد تأجيل الاستئناف بالقضية لأكثر من 11 جلسة، حيث يتم حاليًا احتجاز الطالبات الخمسة بسجن دمنهور.