محافظة المنيا، من المحافظات التى تتصدر الإنتاج الزراعى فى محصول البطاطس سنويًا، كما كانت تتصدر محافظات الصعيد فى إنتاج قصب السكر. وبرز محصول البطاطس، فى قرى ومدن المنيا، باعتباره من أهم المحاصيل الشتوية، التى تعيش على هذا المحصول فمنهم من يزوج ابنه أو ابنته أو يجدد فى مسكنه أو يسدد أقساطًا وقروضًا لدى الآخرين، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن وجاء هذا العام بالشوم والخراب على المزارعين من محصول البطاطس أو المصدرين من أصحاب الشون والمخازن . وتعد الخسارة فادحة، بسبب انخفاض محصول هذا العام عن الأعوام السابقة، ليصل إلى 650 جنيهًا للطن الواحد مقارنة ب 4400 العام الماضى، مما دفع المزارعين إلى اتخاذ قراراً بالامتناع عن زراعة المحصول مرة أخرى، بالإضافة إلى تكدس الآلاف من الأطنان لدى تجار البطاطس بقرية البرجاية التابعة لمركز المنيا والتى تعد أكبر القرى المصدرة له بحثاً عن المشترين. "المصريون"، رصدت وجود الآلاف من أطنان البطاطس أعلى السيارات، وداخل المخازن الخاصة بالتجار وذلك بسبب عدم الإقبال عليها رغم انخفاض سعرها هذا العام عن الأعوام السابقة. وأعرب مزارعو قرية البرجاية، عن غضبهم جراء الانخفاض الكبير فى أسعار محصول البطاطس، وأنهم يقومون بزراعة محصول البطاطس كل عام وأنه من أكثر الموارد التى تدر دخلاً، إلا أنه وصل الآن إلى أقل من 650 جنيهًا. وأكد محمد أبو الليل 50 سنة مزارع بقرية صفط اللبن، أن الفدان الواحد ينتج ما يقرب من 8 أطنان ما يعادل 6 آلاف جنيه فى حين أن تكلفته تصل إلى نحو 15 ألف تقريبًا من خلال شراء أسمدة وتقاوى وأجرة مزارعين. وأضاف فتحى عبد الصبور، أحد أكبر تجار البطاطس بقرية البرجاية، أنه ورث تلك المهنة عن آبائه وأنه يعمل بها منذ أكثر من 20 عاماً، إلا أن الخسارة التى ضربت محصول البطاطس هذا العام كانت مفاجئة للجميع حتى أصبح عام 2014 يعد الأسوأ على الإطلاق على المزارعين والتجار . فيما أشار خلف زكى من قرية زهرة، إلى أنه زرع فدانًا كلفه أكثر من 10 آلاف جنيه وكان يأمل أن يقوم بتزويج شقيقه الأصغر إلا أن أمله خاب هذا العام بعد أن تعرض لخسارة وصلت إلى 6 آلاف جنيه، ومش قادر أسدد اللى عليا من ديون لمحل بيع السماد أو أسعار التقاوى. كما أوضح خلف موسى بقرية صفط اللبن بمركز المنيا، أن عام 2014 كان عام شوم علينا كلنا لا المزارع ولا التاجر ولا صاحب الشون وغيره كله طلع من المولد بلا حمص كما يقولون، وأن الدولة هى السبب فى عدم فتح باب التصدير للخارج وانتشار مساحات كبيرة من محصول البطاطس مع حالة الاقتصاد المصرى المتردية أثرت على أسعار البطاطس هذ العام . من ناحيته أكد محمد حسين نائب رئيس اتحاد الفلاحين، أن حالة الفلاح والمزارع المصرى أصبحت فى غاية السوء، وذلك بسبب رفع أسعار المستلزمات الزراعية من تقاوى وسماد وغيرهما مقابل انخفاض فى أسعار المحاصيل، موضحاً أن أسعار محصول البطاطس هذا العام جاءت بمثابة الضربة القاضية على الفلاح والمزارع المصرى، حتى لا يستطيع زراعة هذا المحصول مرة أخرى.