انتقد مستثمرون سياحيون السياسات الحكومية في مصر والتي تتجاهل تدهور أوضاع 3 من أبرز المدن السياحية في شبة جزيرة سيناء المصرية (شرق)، هي طابا، ونويبع، ودهب. وأغلق مطاري طابا ونويبع منذ مطلع مايو / آيار فى العام الحالي كنتيجة مباشرة للسيول المدمرة التي اجتاحت تلك المنطقة مما أدى لتدمير الطرق والمطارات، وغلق المنافذ المؤدية إلى المنطقة كلها. وقال سامي سليمان رئيس جمعية مستثمري نويبع وطابا، إن تلك المدن تعاني من عزلة كاملة عن العالم بسبب غلق الطرق المؤدية إليها ، وتوقف أعمال المطارات القريبة منها. وأضاف خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح مؤتمر جمعيه مستثمري نوبيع وطابا مساء اليوم الثلاثاء تحت عنوان "نوبيع - طابا الفرص الضائعة في الاستثمار والتنمية"، "بضرورة إعادة إعمار مطار نويبع الدولي، عقب تدميره بسبب السيول التي ضربته. وطالب سليمان بضرورة طرح مشروع لإعادة تعمير مطار نويبع ضمن مشروعات القمة الاقتصادية المقرر انعقادها في مارس / آذار المقبل، إلي جانب طرح مشروعات خدمية تعمل علي تنشيط السياحة العالمية في تلك المدن، وإعادة تمهيد الطرق التي تم تدميرها بسبب السيول. وأضاف أن ميناء نويبع أصبح المنفذ الوحيد لمدن طابا ونويبع ودهب، بسبب إغلاق الثلاث طرق البرية الرئيسية لتلك المدن، المتمثّلة في طرق الصاعدة ووادي وتير وشق الثعبان، ليتم عزل 3 مدن سياحية بشكل كامل عن أرض مصر. وطالب سليمان خلال المؤتمر الحكومة المصرية بتفعيل مشروع إقامة المنطقة التجارية الحرة بنويبع والتى تصل مساحتها إلى نحو 2 مليون متر مربع، إلي جانب تفعيل مشروع تطوير ميناء نويبع ليشمل إقامة مارينا (مرسى) لسياحة اليخوت لخدمة المحافظة. ولفت سليمان إلى أن الكثير من المشروعات السياحية بتلك المدن تتهاوى واحدا تلو الاخر، إلى جانب قيام شركات الكهرباء بقطع الخدمة عن عدد من المشروعات السياحية بالمنطقة، بسبب عدم قدرتها على سداد مستحقات تلك الشركات. وارتفعت أعداد السائحين الوافدين إلي مصر بنسبة 1% خلال الفترة من يناير/كانون الثاني الماضي، وحتي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن نفس الفترة من العام الماضي. وبلغ إجمالي عدد السائحين نحو 8.197 مليون سائح خلال العشرة أشهر الأولي من العام الجاري، مقابل 8.113 مليون سائح خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لإحصائيات وزارة السياحة المصرية. وقال محرم هلال نائب رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، إن مدينتي نوبيع وطابا تعانيان من الكثير من المشكلات على مدار السنوات الماضية على الرغم من وجود منطقة سياحية عالمية بجوارهم وهى شرم الشيخ، والتي ربما تفوقها نوبيع وطابا جذبا للسياحة. وأضاف هلال خلال كلمته بالمؤتمر، أن تلك المدن تمتلك الكثير من الإمكانيات التي تؤهلها لأن تكون من أبرز الوجهات السياحية العالمية في مصر علي الإطلاق. وأشار هلال إلى أن هناك مئات الملايين من الجنيهات التي تم استثمارها في طابا ونوبيع، ما بين فنادق وقري سياحية وغيرها وجميعها معرضة للتوقف كنتيجة مباشرة لعزلة تلك المدن عن العالم، مضيفا أن هناك مستثمرين معرضون للسجن بسبب تراجع معدلات الإشغال السياحي ، والأوضاع المحيطة بتلك المناطق بعد إغلاق الطرق المؤدية إليهم، وتراكم مديونياتهم لدى البنوك. وقال هلال إنه من الضروري إنشاء مناطق تجارية حرة في مدينتي نوبيع وطابا مما سيساهم في تحقيق دخل كبير لمصر، وذلك أسوة بالمناطق الاقتصادية الحرة المقامة في العقبة بالأردن، وإيلات في اسرائيل. وقال منير عبد الوهاب المتحدث باسم عن جمعية مستثمري رأس سدر، ان هناك العديد من المشاكل التي تعاني منها مدينة رأس سدر ايضا، علي غرار ما تعاني منه مدينتي طابا ونويبع. وأضاف في تصريحات لوكالة الاناضول على هامش المؤتمر، أن مدينة رأس سدر (شرق) التي تبعد عن العاصمة المصرية القاهرة بنحو 200 كيلو متر فقط تعاني من مشكلات ضخمة تتمثل في النقص الكبير في خدمات البنية التحتية كالطرق والخدمات الطبية والمصرفية وغيرها. وأضاف أن هناك إهمال كامل من جانب المسئولين الحكوميين في مصر لمنطقة رأس سدر، منتقدا تأخر قرار إنشاء مطار دولي بمنطقة رأس سدر. وطالب عبد الوهاب بضرورة الإسراع في إقامة مطار دولي برأس سدر، وكذلك تنفيذ ازدواجية الطريق المؤدي الي مدينة رأس سدر، والسماح بإنشاء خدمات طبية ومراكز خدمية علي الطريق، وحل مشاكل المستثمرين خاصة مع هيئة التنمية السياحية. وتراجع الدخل السياحي لمصر خلال العام الماضي إلى 5.9 مليار دولار، مقابل 10 مليارات في 2012 بانخفاض 41%. وتعول مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه (9.5 مليار دولار)، حسب بيانات وزارة السياحة.