حالة من الاهتمام الواضح يعطيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، للإعلاميين وحتى قبل وصوله إلى السلطة في يونيو الماضي، إذ التقى بهم أربع مرات في غضون 5أشهر، ليكون الإعلاميون بذلك أصحاب الحظوة عن غيرهم من فئات المجتمع التي حرص على الالتقاء بها. وجاءت تلك اللقاءات التي اتفق خبراء في الإعلام أنها تعكس نوعًا من الاهتمام من قبل الرئيس بالإعلام، حيث التقى ممثليه 4مرات، يليها الفنانين والرياضيين، والشباب، وكلا منهم مرتين. وكانت أولى لقاءات السيسى بالإعلاميين في 25أكتوبر من العام الماضي من أجل مناقشة الدور الذى يجب أن يلعبه الإعلام خلال الفترة التى تعيشها مصر، بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى. وكان من أبرز المشاركين فى اللقاء الإعلامى خيرى رمضان، ويوسف الحسينى، وأسامة كمال، ووائل الإبراشي، ورولا خرسا. كما استقبل وفدًا من الإعلاميين في 3مايو الماضي، حيث تناول حجم المخاطر التي تواجهها مصر خلال الفترة الراهنة، وأكد محاولاته العديدة لنصح "الإخوان المسلمين" بضرورة الاستجابة لمطالب الشعب، إلا أنهم رفضوا هذا الأمر بشكل قاطع. وأيضًا التقى يوم السبت 9 أغسطس 2014 بعدد من الإعلاميين فى القنوات التليفزيونية المختلفة، بمقر قصر الاتحادية الرئاسى بمصر الجديدة، حيث تضمن اللقاء استعراض تفاصيل مشروع تطوير محور قناة السويس. واستمر اللقاء ثلاث ساعات بحضور كل من الإعلامى عمرو عبد الحميد، وإبراهيم عيسى، ومحمود مسلم، ومنى سلمان، ويوسف الحسيني، ومجدى الجلاد، إلى جانب عدد من مقدمى البرامج ورؤساء الصحف. وعقد لقاء آخر يوم الثلاثاء الموافق 2 ديسمبر 2014 بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، ومجموعة من شباب الإعلاميين والصحفيين. وتطرق خلاله إلى الأوضاع الداخلية، مشيرًا إلى الدور الخطير الذى يمارسه الإعلام فى تشكيل وعى الناس، وتقبلهم لأفكار معينة، ونبذ أخرى. واعتبر الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، أن لقاءات السيسى بالإعلاميين ووضعهم على أولوية أجندته، يعكس رغبة من الرئيس فى الوصول إلى المواطن، عبر توضيح الوضع العام في البلد للإعلاميين الذين هم حلقة الوصل بين رأس الدولة والقاعدة. ونوه إلى أن الإعلاميين عكسوا نوعًا من التفاهم مع الرئيس، مشيرًا إلى أن أداءهم يحمل بعض العيوب، عندما أعلنوا أنهم سيمتنعون عن نشر أي مادة تعارض النظام، موضحًا أن الأمر وصل معهم لما يعرف علميًا في مجال الإعلام" بالرقابة الذاتية من قبل الإعلامي على نفسه، حتى لا يغضب السلطة". وشدد على أن الدولة تحتاج لأن يكون الإعلام ناقلاً وناقدًا للوضع وليس مؤيدًا على طول الخط، مشيرًا إلى أن الإعلاميين يجب أن يفرقوا بين اهتمام الرئيس بالإعلام فى حد ذاته والاهتمام بالإعلام لأنه حلقة الوصل بالمواطنين. من جانبه، قال الدكتور محمد بسيوني، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، إن الإعلام المصرى يمر بمرحلة محورية فى تاريخه، وعليه ان يؤدى الدور الطبيعى للإعلام من مراقب ومتابع وليس المؤيد فقط. ولفت إلى أن اجتماعات الرئيس بالإعلاميين يحمل الإعلامى مسئولية أن يوصل كلمة الشارع إلى السلطة كما يوصل رسالة السلطة للشارع، مشيرًا إلى أنه لو قام الإعلاميون خلال اجتماعاتهم بالرئيس بإظهار أن المشهد وردي، فيجب أن يدركوا خطورة ما يفعلونه.