امتنعت مطابع مؤسسة "الأهرام" عن طبع العدد الأسبوعي لجريدة "المصريون" يوم السبت، بعد أن أبدت جهة أمنية اعتراضها على عدد من الموضوعات المطروحة على صفحات الجريدة، من بينها مقال رئيس التحرير جمال سلطان. وكان مندوب "المصريون" قد تفاجئ بتأخر الجريدة عن الطبع في موعدها المعتاد، بعد إرسال الصفحات لمطابع "الأهرام" بالجلاء في وقت مبكر صباح السبت، دون إبلاغه بالأسباب، أو وجود مشاكل فنية، خاصة وإنه تم طبع جرائد أخرى، ما زاد الأمر غموضًا حول أسباب التأخير. وسعت "المصريون" إلى الحصول على معلومات من داخل "الأهرام" حول أسباب ذلك، إلا أن مسئولي المطابع تحججوا بعدم صدور "إذن تشغيل" اللازم لعملية الطبع، وهنا أدركنا أن ثمة شيئًا مريبًا يعطل طباعة "المصريون"، لتتأكد صحة ظنونا، بعد أن علمنا من مصادرنا بوجود اعتراض من "جهة أمنية" على عدد من موضوعات العدد. وكان على رأس تلك الموضوعات، مقال رئيس التحرير جمال سلطان، المعنون "السيسي وشفيق والإمارات وأسئلة بلا إجابة"، والملف المعنون "أبشع قصص الاختطاف والتعذيب في مصر بالتعاون مع المخابرات الأمريكية"، المنشور في الصفحة الرابعة، وملف "لماذا يخشى السيسي من البرلمان المقبل"؟ المنشور في الصفحة السابعة، وملف "أحداث مجلس الوزراء.. يوم ظهر الطرف الثالث في مصر"، المنشور في الصفحة التاسعة. واستمرت الأزمة لأكثر من 8ساعات، في ظل اتصالات مع مسئولي "الأهرام"، إلى أن جاءت الموافقة الأمنية بطباعة "المصريون"، بعد إخضاع الموضوعات المشار إليها للتدقيق والمراجعة، وهو ما يطرح تساؤلات حول حرية الصحافة، في ظل تلك القيود التي تتنافى مع تعهدات الرئيس عبدالفتاح السيسي للصحفيين والإعلاميين في لقاءاته المتعددة معهم باحترامه لحرية الرأي، وعدم المساس بأقلام الصحفيين بمختلف توجهاتهم.