الرئيس الذي سيفكر في قمع المصريين سيلاقى مصير مبارك ومرسي لدينا ترسانة من القوانين القمعية لابد من إسقاطها.. وقانون التظاهر يجب تعديله
أكدت الكاتبة الصحفية فريدة النقاش، أن الرئيس الذى سيفكر فى قمع المصريين سيلقى مصير مبارك ومرسي، مضيفة: لدينا ترسانة من القوانين القمعية الموروثة من النظم السابقة لابد من إسقاطها، بالإضافة إلى قانون التظاهر الذى يجب أن يتم تعديله. وقالت النقاش فى حوار مع "المصريون"، إن شعبية السيسى تراجعت بسبب حكومة محلب التى ليس لديها رؤية تليق بالثورة، مؤكدة أن الدولة عاجزة عن احتواء الشباب الغاضب والذى يشعر بالتهميش، كما أننا عدنا إلى دولة "بناء على توجيهات الرئيس".
وإلى نص الحوار..
** فى البداية.. هل نحن فى عصر انتكاس الحريات؟ لا نستطيع أن نقول ذلك، لأن لا أحد بوسعه أن يفعل مثلما فعلت نظم الاستبداد القديمة والتى أسقطها الشعب المصري، وكل من يغامر الآن فى أن يقمع المصريين بالقانون أو بالعنف، سيلقى نفس مصير مبارك ومرسي، نتيجة الاستبداد الذى مارسوه ضد الشعب المصري.
** وماذا عن إصدار قوانين خلال الفترة الماضية تمنع...؟ مقاطعة: تبقى هناك حقيقة أساسية، أن هناك قوانين بالفعل قمعية صدرت فى الفترة مثل قانون التظاهر، الذى لابد من تعديله، بالإضافة إلى الترسانة المعادية للحريات من القوانين الموروثة من النظم السابقة والتى لابد من إسقاطها، والتى كافحت الحركة الديمقراطية الوطنية من أجل إسقاط هذه القوانين، وأنا أظن أن الشعب المصرى سوف يسقطها تباعًا فى الأيام القادمة، بعد أن يستكمل المرحلة الانتقالية، وينتهى من إتمام خريطة المستقبل.
** ولماذا يتحمل المصريون مثل هذه القوانين؟ رغم أن هذه القوانين موجودة والقوانين المضافة، إلا أن المصريين لن يقبلوها، وسيكون هذا القبول مؤقتًا، لأن الشعب المصرى وثق ثقة كاملة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى ومنحه أصواته بكثافة شديدة، لأنه أنقذ البلاد من حرب أهلية، ومن مجازر دموية كان يمكن أن تحدث لو بقى حكم الإخوان قائمًا وعلى هذا الأساس وبناء على هذه الشعبية يتحمل المصريون نتائج الانتهاكات والقوانين الجديدة سواء قانون التظاهر أو القانون الجديد الذى يريدون إصداره لتجريم إهانة 25 يناير و30يونيو، بالإضافة إلى القوانين القديمة.
**هناك استطلاع أجراه مركز بصيرة بأن شعبية الرئيس انخفضت من 97 إلى 85%.. على أى حال، أنا لا أثق كثيرا فى استطلاعات الرأى التى تجرى فى مصر، لأن هذه الاستطلاعات تقليد جديد فى الحياة الثقافية المصرية، لكن كل منا يشعر أن شعبية الرئيس السيسى تراجعت.
** هل تعتقدين أن الأداء الحكومى ساهم فى سرعة تناقص تلك الشعبية للسيسي؟ طبعا.. الحكومة نشيطة لكن ليس لديها رؤية اقتصادية أو اجتماعية جديدة تليق بالثورة.
**ولهذا علت نبرة الانتقاد لنظام 30 يونيو خلال الفترة الأخيرة من محبيه وداعميه.. لم تعل نبرة الانتقاد ل30 يونيو فقط، بل أصبح هناك اتهام ل25 يناير بأنها كانت مؤامرة، وهذا كله حدث بعد براءة مبارك.
** بعد ثورتين لا يجد الشباب مكانًا له على الساحة السياسية.. لماذا تحول الشباب إلى معضلة النظام الحاكم؟ الجميع يعلم أن الشباب غاضب، لذلك نرى أن الرئيس السيسى يستقبل وفودًا من الشباب ويرتب لقاءات، لأن الشباب غاضب ويشعر بالتهميش.
** الشباب لا يريد لقاءات.. الشباب يريد تحقيق الأهداف التى خرج من أجلها فى ثورة يناير "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية"؟ لقد تحقق البعض من مطالب الشباب لكن غالبية الأهداف لم تتحقق، الإدارة الجديدة، ولا أقول النظام لأن النظام لم يتغير، الإدارة الجديدة فى البلد ليس لديها رؤية، لديها نشاط مكثف، ولكن ليس لديها رؤية اجتماعية واقتصادية جديدة تتلاءم مع أهداف الثورة.
** ما محل النخبة السياسية من الإعراب فى جملة الأحداث السياسية؟ أنا ضد تعبير النخبة، لأن هناك نخبًا سياسية، وليست نخبة واحدة، المجتمع المصرى مجتمع طبقي، ولكل طبقة نخبتها، الفلاحون لهم من يتحدث باسمهم، وللعمال من يتحدث باسمهم، وللطبقة الوسطى من يتحدث باسمهم، فكيف نجمع كل هؤلاء ومصالهم متناقضة ليكونوا نخبة؟ هذا تعبير زائف فى علم الاجتماع من وجهة نظري. **ألا ترين أننا رجعنا إلى دولة "بناء على توجيهات الرئيس"؟ هذا حقيقى وخاصة الإعلام يلعب دورًا سيئًا جدا فى هذا السياق، لأنه يكرر هذا القول.
** معنى ذلك أن دستور 30 يونيو وضع على الرف؟ الدستور ينتظر مجلس نواب، لكى يحول المبادئ العظيمة التى تضمنها الدستور إلى تشريعات.
** ولماذا تم تأخير مجلس النواب حتى الآن؟ الانتخابات فيها صراع شديد بين رؤوس الأموال وغالبية الشعب المصري.
**هذا مخالف دستوريًا.. لقد أصدروا لنا قانونًا من أسوأ القوانين البرلمانية التى صدرت فى تاريخ مصر، وهذا سينعكس على التشكيل القادم، ولكن هذا التشكيل القادم هو موضوع صراع عنيف بين القوى السياسية والديمقراطية المختلفة والرؤى المختلفة كقوة لا يستهان بها، وهناك تطلع إلى إنجاز أهداف وقوى أخرى تريد أن تجرنا إلى الخلف، وليس من مصلحتها أن تتوسع قاعدة الحريات وأن يشارك الشباب ويكون راضيًا، وأن تتحقق التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التى تطلعت إليها الثورة.
**كيف ترى شكل البرلمان القادم من خلال قراءتك للواقع السياسى الذى نعيشه فى وقتنا الراهن؟ لا أستطيع أن أتنبأ، ولكن من المؤكد أن رؤوس الأموال والفساد سوف يلعبان دورًا كبيرًا فى تشكيله.