كشف باحثون أمريكيون عن دواء جديد، أكثر فعالية أكثر من المضادات الحيوية التقليدية في وقف نمو البكتيريا المقاومة للأدوية، و"الجراثيم" المنتشرة بكثرة فى المستشفيات ودور رعاية المسنين. وأوضح الباحثون بمركز بحوث اللقاحات، التابع لجامعة "بيتسبرغ" الأمريكية، فى دراستهم التى نشروها، اليوم الأربعاء، فى دورية "الوسائل المضادة للجراثيم والعلاج الكيميائي"، أن النتائج التى توصلوا إليها واعدة، وتمثل نقلة نوعية فى مجال المضادات الحيوية المقامة لسلالات البكتيريا. وأجرى الباحثون اختبارات لمركب دوائي يسمى (eCAPs) باستخدام 100 سلالة بكتيرية مختلفة معزولة من رئات مرضى التليف الكيسي للأطفال، فى إحدى مستشفيات الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى 42 سلالة بكتيرية معزولة من المرضى البالغين فى مستشفى أخرى بأمريكا. وأظهرت النتائج أن المضادات الحيوية التقليدية أوقفت نمو حوالى 50 % من سلالات البكتيريا المقاومة للأدوية، لكن الدواء الجديد استطاع أن يقضى على 90 ٪ من السلالات البكتيرية المقاومة للأدوية فى المختبر. الباحثون أشاروا إلى أن البكتيريا تصبح مقاومة للعقاقير التقليدية في أقل من ثلاثة أيام، لكن الأمر استغرق من 25 إلى 30 يوما، حتى تطورت نفس البكتيريا وأصبحت مقاومة للعقاقير بفضل الدواء الجديد، بالإضافة إلى ذلك استطاع الدواء الجديد أن يقتل البكتيريا بفاعلية حتى بعد أن أصبحت مقاومة للعقاقير، على عكس المضادات الحيوية التقليدية. وقال الدكتور "رونالد مونتيلارو"، قائد فريق البحث بجامعة "بيتسبرج"، "نظرًا لزيادة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، علينا أن نتحرك لتطوير جيل جديد من العقاقير، للقضاء على البكتيريا التي تهدد حياة المرضى الأكثر عرضة للخطر". وأضاف "مونتيلارو" أن فريق البحث "يخطط لمواصلة تطوير المادة الفعالة للعقار الجديد فى المختبر، حتى يتمكن من مساعدة المرضى الذين لا يستجيبون للمضادات الحيوية التقليدية". وتصيب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية حوالى 2 مليون شخص سنويا فى الولاياتالمتحدة وحدها، ويتموت حوالى 23 ألف شخص نتيجة الإصابة بهذه البكتيريا، وفقا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وكشف تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2014 بشأن الترصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات، أن مقاومة المضادات الحيوية لم تعد مجرد تنبؤ خاص بالمستقبل، فهي تحدث الآن بالفعل، وعلى نطاق العالم، مهددة القدرة على علاج أنواع عدوى شائعة في المجتمع المحلي والمستشفيات. وحذ التقرير من أنه إذا لم تُتخذ إجراءات منسقة في هذا الصدد سيسير العالم نحو عصر ما بعد المضادات الحيوية الذي يمكن فيه لأنواع عدوى وإصابات بسيطة شائعة، كانت قابلة للعلاج طيلة عقود من الزمان، أن تفتك بالأرواح من جديد.