قال السفير المصري لدى إثيوبيا محمد إدريس، إن التجربة الإثيوبية في نظام الحكم الفيدرالي "تعتبر نموذجًا أفريقيًا هامًا وإيجابيًا" للقارة السمراء التي تذخر بالتنوع والتعدد العرقي والديني. جاء ذلك في تصريحات إلى وكالة "الأناضول" من موقع بناء سد النهضة الإثيوبي اليوم، بمناسبة الاحتفالات بيوم الشعوب والقوميات الإثيوبية التاسع الذي يستضيفه إقليم بني شنغول غمز غربي البلاد والذي ستبدأ فعاليته الرسمية غدا بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين. وشدد إدريس على أن "مصر دائما تشارك احتفالات الشعوب والقوميات الإثيوبية من منطلق حرص مصر والشعب المصري على تعزيز وتقوية علاقات شعبي البلدين". واعتبر أن مشاركته بهذا الاحتفال تأتي "تأكيدا لمنطلق وحرص مصر على العلاقات مع إثيوبيا"، مشيرا إلى أنه يشارك للمرة الرابعة على التوالي بهذه المناسبة. وفيما يتعلق باجتماعات اللجنة الثلاثية الوطنية المتعلقة ب"سد النهضة" الإثيوبي والتي من المفترض أن تُعقد في نوفمبر المقبل بالخرطوم، قال إدريس إن "العمل مستمر واللجنة الثلاثية الوطنية في انتظار تقديم العروض من الشركات الاستشارية المرشحة للقيام بأجراء الدراستين التي أوصيت بها لجنة الخبراء الدوليين". وأشار إلى أنه فور تلقي اللجنة الثلاثية العروض من الشركات ستعقد اللجنة اجتماعها لاختيار إحدى هذه الشركات لتقوم بالدراستين لتقييم أثار السد. وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة الإثيوبي على حصتها السنوية من المياه التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن السد سيمثل نفعا لها خاصة في مجال توليد الطاقة، كما أنه لن يمثل ضررا على السودان ومصر. من جهته قال سفير دولة جنوب السودان بإثيوبيا اكوي بونا ملوال، إن نجاح التجربة الفيدرالية الإثيوبية ترجع إلى وجود المكونات المناسبة للنظام الفيدرالي في إثيوبيا. وأشار إلى أن بلاده تسعى إلى الاستفادة من التجربة الفيدرالية الإثيوبية التي تعتبر نموذجا مثاليا للإقليم والقارة السمراء. وقال أكوي إن حكومة بلاده تقدمت بطلب للحكومة الإثيوبية لشراء سندات مالية لدعم بناء سد النهضة الذي ستستفيد منه جنوب السودان في مشروعاتها التنموية القادمة. وسيقام الاحتفال الرسمي غدًا في موقع بناء سد النهضة ومن المنتظر مشاركة أكثر من 2500 شخصية إقليمية ودولية، والبعثات الدبلوماسية المعتمدة، وقادة دول حوض النيل، وبينهم رئيسا السودان وجيبوتي، عمر البشير، وإسماعيل عمر جيلي. وبدأت إثيوبيا الاحتفال بيوم الشعوب والقوميات منذ 2005، ويبلغ عدد سكان إثيوبيا أكثر من 90 مليون نسمة وتتكون من 83 قومية. وجاء اختيار 8 ديسمبر، لهذا اليوم لأنه تمت فيه المصادقة على الدستور الفيدرالي عام 1994 الذي أقر بحقوق ومساواة القوميات والشعوب الإثيوبية.