من المؤكد أن مقال د| عصام العريان المعنون ب(الأخطار السبعة التي تهدد الثورة المصرية في25 |7|2011حظى وسيحظى باهتمام بالغ لدى الصحف والمواقع الالكترونية ودوائر صنع القرار بمصر نظرا لوضعية الرجل في المشهد السياسي الحالي وقربه من نقط التماس الساخنة على الساحة السياسية المصرية.ومقالي هذا ليس نقدا لهذا المقال بقدر ماهو تتمة أراها ضرورية لإحداث توازن نفسي لدى المصريين خصوصا في وضعهم الراهن الحرج.وهذا مرجعه لدى لسببين: أولهما:أن د| عصام العريان حلق بنا في مقاله الهام بجناح الخوف على الثورة وهذا نوع من الخوف الايجابي وعقيدة المؤمن كالطائر تتطلب جناحا أخر هو الرجاء والأمل . ثانيهما:أن طبيعة الثورة كما وصفها الفيلسوف السياسي الفرنسي الشهير (اليكسيس دى توكفيل) صاحب كتاب الديمقراطية في أمريكا (إن الثورة مثل الرواية الأدبية أصعب مافيها خاتمتها) وخاتمة الثورة المصرية لم تصاغ بعد. تاسيسا على ماسبق أرى أن هناك حصونا سبعة حمت وتحمى الثورة المصرية حتى يطمئن المصريون على ثورتهم الخالدة مع التاكيدعلى أن مخاطر الثورة كما بينها د| عصام في مقاله هي مخاطر جد خطيرة وفى محلها بلا شك ونسرد حصون الثورة كما يلي: 1-معية الله ونصر للمظلومين: لقد وصف باحثو الثورات ثورة 25 يناير بالثورة الانسيابية (اى بلا قائد) وقد بدأت بمظاهرة ثم مافتئت أن ارتفع ثقفها حتى صارت ثورة فريدة من نوعها في العالم وبالحسابات العقلية وتوازن القوى لايمكن لهذا الشباب الطاهر الذي لايملك الاشوقه للحريةإن يواجه جبروت الداخلية بصدوره العارية إلا إذا كانت هناك قوة إلهية غالبة تؤذن بنصرة شعب عاش نير الظلم والطغيان أمدا بعيدا(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم) القصص. 2-بشارة النبي بزوال الأنظمة الديكتاتورية في الحديث الشريف الذي يحفظه الكثيرون عن النعمان بن بشير ورواه احمد بسند صحيح أن النبي(ص) قال (تكون النبوة فيكم ماشاء الله أن تكون ثم ينزعها الله إذا شاء أن ينزعها- إلى اخرماقبل نهاية الحديث –الاان يقول ثم يكون ملكا جبريا فيكون ماشاء الله أن يكون ثم ينزعها الله إذا شاء أن ينزعها....) والملك الجبري هو ملك الرؤساء والملوك الديكتاريون الذين حكموا بلاد العرب والمسلمين بالحديد والنار وبكل الوسائل البوليسية والقمعية وجاء ربيع الثورات العربية في وقت واحد لتتحقق نبوءة النبي الكريم. 3-المجلس العسكري والجيش المصري لقد وضع الشعب المصري ثورته أمانة عند الجيش ممثلا بالمجلس العسكري وقد دلل البيان رقم (1) أول فبراير انحياز الجيش للثورة واضعا قيادته على المحك في حال فشل الثورة لاقدر الله إضافة إلى ذلك فقيادة الجيش من نسيج المجتمع المصري وليس من أبناء وعائلة النظام كما الحال في ليبيا وسوريا . 4-صبر وصمود الشعب المصري:عودنا الشعب المصري على الصبر وهذه طبيعته التي أسيئ فهمها من قبل النظام السابق وتم تفسيره على قابلية الشعب للذل والخنوع .بيد أن الثورة قلبت كل الموازين وأعادت صياغة مفاهيم جديدة لهذا الشعب وأصبح الرهان الآن على الصبر الجميل للشعب على ثورته حتى يكتمل نضجها 5-تخبط أعداء الوطن : لقد أحدثت الثورة صدمة إستراتيجية وامنية لأمريكا وإسرائيل فقد فقدا منجم الذهب من الولاء وتدفق المعلومات الاستخباراتية المجانية وغير المجانية من مصر والعرب من قبل النظام السابق وامن الدولة ومازال التخبط مستمرا 6ارادةالشعب:إن تداعى الملايين من الشعب المصري لجمعة الإرادة الشعبية لهو خير دليل على قدرة الشعب بقيادته الثورية على الضغط المستمر لانتزاع حقوقه والتأكيد على الثوابت دونما خوف من اى طرف داخلي أو خارجي -7تفتت وتشرذم رموز النظام السابق:.لقد جمعت المصالح المشتركة والشخصية رموز النظام السابق حول راس النظام وقد هدم المعبد على أصحابة وتشتت من حوله زواره وهو ألان في الرمق الأخير يتشبثون بالأمل ولا أمل ويحاولون السباحة ضد التيار وهم غارقون. وأخيرا ياءيها المصريون كونوا كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا وارتفعوا على المصالح الضيقة حتى يكتمل غرس الثورة وعندها سنجنى جميعا ثمرتها المباركة. – هيئة قناة السويس –