قال الله تعالى "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَآل عمران:103] قال الله تعالى " ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم " آل عمران :104 105 قال الله تعالي : " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )[آل عمران : 110] قال ابن كثير رحمة الله : والمعنى أنهم خير الأمم وانفع الناس للناس ونهى الله تبارك وتعالى هذه الأمة أن يكونوا كالأمم الماضية في افتراقهم واختلافهم وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قيام الحجة عليهم .
قال رسول الله صلى عليهم وسلم : " انتم توفون سبعين امة انتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل " .
قال رسول الله صلى الله علية وسلم " وجعلت أمتي خير الأمم " . وأقول أين نحن من أوامر الله عز وجل ونواهيه ؟ وأين نحن من الاعتصام والتمسك بحبل الله عز وجل ؟
وحين بعدنا عن منهاج الله عز وجل أصابنا الهوان والوهن وتكالبت علينا كل أمم الأرض و حين ركنا إلى حب الدنيا وكراهية الموت وترك الجهاد في سبيل الله سلط الله علينا ذلا لا ينزعه إلا بالرجوع إلى الله عز وجل.
قال رسول الله صلى الله علية وسلم : " إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا ، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " . الإسلام هو دين الله الذي ارتضاه لنا قال الله تعالي : {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } آل عمران:19 .. قال الله تعالي : "{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران:85قال الله تعالي : "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً) المائدة:3 ومحمد صلي الله عليه وسلم هو النبي المجتبي والرسول المصطفي من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار عن ابي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم فال : " والذي نفس محمد بيده لايسمع بي أحد من هذه الأمة لايهودي ولانصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" وقد ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أن من بلغته رسالة النبي صلي الله عليه وسلم فلم يؤمن به فهو كافر لايقبل منه الإعتذار بالإجتهاد لظهور أدلة الرسالة وأعلام النبوة ولأن العذر بالخطأ حكم شرعي فكما أن الذنوب تنقسم إلي كبائر وصغائر والواجبات تنقسم إلي أركان وواجبات ليست أركانا فكذلك الخطأ ينقسم إلي مغفور وغير مغفور والنصوص أوجبت رفع المؤاخذة بالخطأ لهذه الأمة " فلا سبيل لخيرية أمة محمد صلي الله عليه وسلم إلا بالرجوع إلى الله عز وجل والاعتصام بحبل الله المتين وصراطه المستقيم والتمسك بالسنة النبوية الشريفة المطهرة ونبذ الفرقة والاختلاف وتأليف القلوب .
قال سيد قطب رحمة الله في ظلال القرآن " لاصلاح لهذه الأرض ولا راحة لهذه البشرية ولا طمأنينة لهذا الإنسان ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة إلا بالرجوع إلى الله ، والرجوع إلى الله له صورة واحدة وطريق واحد إنه العودة بالحياة كلها إلى منهج الله الذي رسمه للبشرية في كتابة الكريم إنه تحكيم هذا الكتاب وحده في حياتها والتحاكم إليه وحدة في شؤونها وإلا فهو الفساد في الأرض والشقاوة للناس . قال الله تعالى: " فان لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواة بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين “ القصص: 50.
قال الله تعالى : " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا" الإسراء:(9) قال الشيخ محمد الشنقيطي رحمة الله في كتابة أضواء البيان : ( يهدي للتي هي أقوم ) أي الطريقة التي هي أسدى وأعدل وأصوب .