عادت أجواء التوتر لتخيم على شبة جزيرة سيناء، عقب الهجوم الذي قامت به جماعات مسلحة وملثمة بالأسلحة الثقيلة "آر بى جي" على ضريح ومقام الشيخ زويد، في الساعات الأولى من صباح الاثنين، للمرة الثانية خلال أقل من ثلاثة أشهر. وسبق وأن قامت جماعات مسلحة وملثمة بالهجوم على الضريح في محاولة لتفجيره في الخامس عشر من مايو، ما أدى إلى تدمير جدران الضريح دون أن تقع أضرار على قبة ومقام الشيخ زويد، الأمر الذي أعطى انطباعًا لدى البعض بقدسية صاحب المقام، بعد أن عادت القبة بعد تفجير الجدران إلى مكانها السابق دون أن يلحقها أي ضرر، ما دفع لتكرار الهجوم عليه للمرة الثانية. ويعد الشيخ زويد وطبقا لروايات الأهالي من سكان المدينة هو أحد الصحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد جاء وتوفى أثناء فتح عمرو بن العاص لمصر في القرن الأول الهجري وهو المكان الذي يتبارك الكثير من أهالي سيناء والمنطقة به. وسميت المدينة التي يقع فيها الضريح بنفس اسم الشيخ زويد، وهي مدينة مصرية تقع في شرق مدينة العريش العاصمة لمحافظة شمال سيناء ولا تبعد سوى 13 كم فقط عن قطاع غزة والغريب. المفارقة أن مدينة الشيخ زويد يقع فيها قبر للجندي المجهول الإسرائيلي وهى ما تعرف بصخرة ديان على ساحل المدينة وهى صخرة أتى به موشى ديان من جبل موسى بجنوب سيناء من أجل تخليد ذكرى سقوط طائرة إسرائيلية بصاروخ مصري في الحروب المصرية مع إسرائيل، وقتل فيها 13 طيارا وجنديا إسرائيليا، وهى صخرة مقدسة لدى الكثير من الإسرائيليين. واشترط مناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي على الرئيس الراحل أنور السادات بحماية هذه الصخرة عقب الانسحاب الإسرائيلي من سيناء في اتفاقية ومعاهد السلام المصرية الإسرائيلية والتي تعرف بمعاهدة كامب ديفيد. وجاء الهجوم على ضريح الشيخ زويد بعد هدوء دام 24 ساعة فقط عقب محاولة تفجير واقتحام مقر قسم شرطة ثان العريش في هجوم من قبل جماعات مسلحة وصفتها المصادر الأمنية المصرية والسيادية بجماعة "التكفير والهجرة"، وهي جماعات تحمل رايات سوداء وترفع أعلام سوداء أيضا، كتب عليها "سيناء إمارة إسلامية". ودارت معركة بين الشرطة المصرية المدعومة بقوات كبيرة من الجيش وتلك الجماعات المسلحة استمرت لمدة 10 ساعات تقريبا، فشل فيها المهاجمون في اقتحام قسم شرطة العريش وسقط فيها ضابط جيش وشرطة برتبة نقيب بالإضافة إلى ثلاثة مدنيين وأكثر من 25 مصابًا وجريحًا. ولم تعلن الجهات الرسمية المصرية مسئولية أي جهات سواء داخلية أو تنظيمات داخلية وخارجية عن تلك الأحداث، حيث تجرى التحقيقات وسط أجواء من السرية من قبل جهات سيادية وأمنية. وأدان خطباء المساجد بالعريش عقب صلاة التراويح الأحد ،أحداث العنف، مؤكدين أن الإسلام براء من تلك العمليات الإجرامية المسلحة التي تقوم بقتل وترويع المواطنين الآمنين ومن هؤلاء القوم. ووصف الشيخ الصادق جعفر إمام المسجد الرفاعي أحد أكبر مساجد العريش تلك الجماعات بخوارج هذا العصر الذي قاموا برفح المصاحف فوق الأسلحة الآلية، مثلما فعل الخوراج برفع المصاحف على أسنة الرماح في عهد علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين.