فتح هذا الملف من شأنه أن يمحو عاراً مشينا دمغ به حسني مبارك ورجاله جبهة مصر المحروسة وحملنا عبئا امام العالم لا ينهيه إلا إغلاقه بعد محاسبة كل المتورطين فيه. يظهر تعذيب العبيد والمستضعفين جليا مع بداية ظهور الاسلام في شبه الجزيرة العربية حيث تم تعذيب بعض المسلمين على يد الكفار من أهل مكة ومن اشهرهم بلال بن رباح على يد أمية بن خلف وعمار بن ياسر على يد أبي جهل. أما في عالمنا المعاصر فتم تشكيل لجنة مراقبة ومنع التعذيب التابعة للأمم المتحدة عام 1987 والتي تضم في عضويتها 141 دولة من بينها مصر، وعلى الرغم من توقيع العديد من الدول على هذه الاتفاقيات إلا ان توقعات منظمة العفو الدولية تشير الى ان معظم الدول الموقعة لا تلتزم بتطبيق البنود الواردة في المعاهدات المذكورة. ولندخل في الموضوع مباشرة، لقد اتهمت مصر في عهد مبارك بأنها احدى الدول المفضلة لدى الولاياتالمتحدة للقيام بأقذر دور يمكن ان يلعبه نظام لصالح نظام اخر، اعني ما عرف باسم (التعذيب بالوكالة)، فعندما يكون لدى السادة الامريكان مشتبه به وخصوصا من الاسلاميين، لايسمح الدستور الامريكي بتعذيبه للحصول على اعتراف بجريمة ما، فيتم ارساله الى مصر حيث تتولى اجهزة الامن المحترفة في التعذيب القيام بالمهمة القذرة بدلاً من السادة الامريكان. وتنقل مجلة «نيوز ويك» الامريكية عن عميل للمخابرات الأمريكية قوله: اذا أردت استجواباً جدياً لمعتقل من جوانتانامو أرسله الى الأردن واذا أردت تعذيبه أرسله الى سورية أما اذا أردت ان يختفي للأبد فأرسله الى مصر. وقال كريستوفر ديكي «محرر شؤون الشرق الأوسط في المجلة: انه لما يقرب من 30عاما اعتمدت المخابرات الأمريكية على مبارك كحليف، ولا يكشف تقرير المجلة جديدا فقد سبقها الصحافي البريطاني ستيفن جراي» عندما تناول تلك العلاقة وما تبعها وتم من خلالها من جرائم ارتكبها مبارك وجلاوزة نظامه، وذلك في كتابه الشهير (الطائرة الشبح) الذي تربع على قائمة الكتب الأكثر مبيعا حول العالم وذكر جراي في كتابه ان الولاياتالمتحدة اعتمدت فيما عُرف ببرنامج التعذيب بالوكالة على مصر فيقول: ان اختيار مصر مبارك لتعذيب المختطفين لم يأت مصادفة، وانما لما لها من تراث طويل في التعذيب علاوة على وجود - على حسب قوله - ضابط دموي جلاد على رأس احد اجهزة الامن، يهوى رؤية القتل والتصفيات الجسدية بعينيه بل وحتى ممارستها بيديه. ويتابع جراي قائلا: هناك معتقل استرالي سابق يدعى ممدوح حبيب من اصل مصري، اتهم هذا الضابط بتعذيبه شخصيا في القاهرة بعد ان نقلته احدى طائرات الشبح من باكستان الى أقبية معتقلات مبارك، وهناك فشل الضابط المذكور في ارغامه على الاعتراف فلم يكن أمامه سوى ان يقتل زميله التركمانستاني أمام عينيه، حسب ما جاء في القضية التي رفعها ممدوح حبيب لاحقا، ضد جمال مبارك واللواء عمر سليمان متهما إياهما بتعذيبه. وطبقا لمذكرة سرية بثها موقع ويكيليكس فان حبيب الذي كان محتجزا في جوانتانامو بوصفه مسجوناً «عالي المخاطر» اضطر تحت ضغط التعذيب للاعتراف أمام المحققين المصريين انه خطط لخطف طائرة كانتاس وقام بتدريب بعض المهاجمين الذين شاركوا في أحداث 11 سبتمبر، وقال مسؤولون في جوانتانامو ان حبيب كان مشتبهاً به بأنه «الموصل للأموال والميسر للعمليات الارهابية» وأنه ارتبط مع المتآمرين والمشاركين في أحداث تفجير مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 1993 لكنه عاد من مصر معترفا بأكثر من ذلك وفيما بعد ثبتت براءته من كل التهم الموجهة اليه وأخلي سبيله. وكان حبيب قد تم اعتقاله في باكستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر وتم احتجازه لمدة ستة أشهر في مصر في اطار برنامج «التسليم الاستثنائي» المثير للجدل لوكالة الاستخبارات المركزية، المعروف اعلاميا ببرنامج التعذيب بالوكالة حيث أدلى في مصر بسلسلة من الاعترافات المثيرة. والطريف - إذا كان هناك مجال للطرافة - هنا ان حبيب «56 عاما» الذي تم احتجازه في معتقل جوانتانامو لمدة عامين ونصف تم اطلاق سراحه في يناير 2005 من دون ثبوت أي تهمة. أي ان المحققين الجهابذة جعلوا الرجل يعترف بتهم لايعرف عنها شيئا، توصله للاعدام، لمجرد ان ينجو من آلام تعذيبهم. وحسبي الله ونعم الوكيل. حفظ الله مصر وشعبها من كل شر. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 الخلق في الطوابير والعسكري زنهار واقف لي بالجنازير ومجهز الأسوار جوه الشقوق الناس بتبص ع الحراس حلمانه بالتغيير آخرتها إيه يا ضمير والقيد محاوطنا والسرّ لسه في بير؟ مختار عيسى (يوميات يناير)