هو فرد من أفراد الزمان وعلم من أعلام الإسلام، وولى من أولياء الله الصالحين. وإذا أردنا أن نتحدث عنه من منظور الفكر الإسلامي؛ فمهما قيل من كلام سيكون ذلك العالم أكبر مما يقال، وتظل حقيقته أعلى من ما يسطر، ذلك هو العلامة التقى النقى الحسيب، النسيب السيد الأستاذ الوزير/ حسن عباس زكي. وإذا أردنا أن نتحدث عن الشخصية فإنها تتكون من العقلية والنفسية ، والعقلية تنمو بالعلم والتدريب والربط الصحيح بين المعلومات ، والسعى بكل ذلك من مجرد الفكر السطحي إلى النفاذ إلى الفكر العميق الذي يسعى لمعرفة حقائق الأشياء، ثم النفاذ بذلك كله إلى الفكر المستنير الذي يربط الأسباب بمسبباتها ويربط العالم بخالقه سبحانه، يسعى إلى إدراك مراده من خلقه، وبنور الإيمان يدرك حقائق الأكوان، ويحسن صلته بالرحمن، وكل ذلك يتجسد في صورة رجل يمشى على الأرض بيننا، وفي عالم الواقع وهو ذلك السيد الشريف حسن عباس زكي ،ولم نر حتى الآن من يطلع اطلاعه اليومي، بكل وسائل المعرفة وقنواتها المختلفة من الكتب والرسائل العلمية، والصحافة، والمؤتمرات، والأبحاث المنشورة وغير المنشورة، والمجلات المتخصصة إلى مالا يحصيه العد، يقرأ كل ذلك ويستوعبه، ويحلله ويربط بعضه ببعض ويجرد معناه، الضمني، ولك في كل مناحى الحياة، في الاقتصاد والسياسة، وفي الاجتماع البشري، في التطورات التقنية، في علوم النفس في الطب، والعلاج، فيما وراء المنظور الحسى في عالم المشاهدة، وعالم الغيب، في الدين والتصوف، وعلوم الوحى ودع عنك التاريخ والقانون والرياضيات. إن العالم أمامه كل يوم عالم الأشياء، وعالم الأشخاص، وعالم الأحداث، وعالم الأفكار، وعالم النظم، كما يراه أحدنا صفحة واحدة يحيط ببدايتها ونهايتها وفي كل ذلك الإدراك للواقع، فهو مدرك للوحى الرباني، ومدرك كيف يوافقه على ذلك الواقع بما لم نره في أحد من المشايخ المعاصرين على علو كعبهم وتفنن تخصصاتهم وانتشارهم في جميع البلاد شرقاً وغرباً، وفي كل ذلك يعلو قلبه على عقله، ويعلو عقله على سلوكه. أما النفسية فتنشأ عن العمل والإخلاص ولقد وصل الأستاذ الوزير/ حسن عباس زكي في ذلك إلى منتهاه، فهدى الناس إلى الله، وأحيا سنة ذكر الله بينهم ونشر الخير فيهم، وأقام الحق بينهم، بما لانوفه بكثرة الكلام حقه. عقلية، ونفسية، تكون شخصية فريدة هى حجة من حجج الله على الناس في ذلك العصر شديد التدهور، والتغير والتطور، حجة على من قصر في العلم أو العمل أو فيهما تحت أى دعوة كانت. وهذا الأستاذ الجليل قد شغل مناصب حساسة وحيوية عديدة، مما جعله من أصحاب الآراء المسموعة، وأصحاب العقول السليمة، والفكر الحر الذي يعمل بدأب ونشاط. والواضح من سيرته المتميزة وشخصيته البارزة أنه قدم عطاء كبيراً في مجال الاقتصاد والتجارة، مدققاً في كل ما يتعلق بشأن التقدم في هذا المجال، ولذلك تجد أبحاثه في هذا المجال رفيعة المستوى، مما ينم عن فكر واعٍ وثقافة واسعة. إن فضيلة الأستاذ الدكتور الوزير/ حسن عباس زكي من العلماء الأجلاء، ومن المفكرين الأدباء، ومن تلك الزمرة الذين ورثوا الأنبياء، فلم يأل جهداً ، ولم يدخر وسعاً، ولم يضن بوقت في سبيل الاجتهاد في علوم الدين،وتجديدها بما يتفق مع تطور العقول، وتقدم العلوم ،فهو يخوض بحار تلك العلوم المتلاطمة أمواجها بهجة لا تلين، وعزيمة الرجال المخلصين، ويغوص في أعماقها ليستخرج اللآلئ والأصداف التي تضيف مزيداً من فهم الدين ، وتحقيق اليقين،وتكوين المسلم ذى الفكر العصري المستنير الذي يجمع بين علوم الدين والدنيا. وقد كتب أستاذنا الجليل مؤلفات قيمة تشهد له بالفضل والبراعة والتقدم والنبوغ، وطرق أبواباً عديدة، وأتى بأبحاث دقيقة نافعة ومفيدة، تحفز الهمم، وتبعث على النشاط، وتجدد الفكر، وتعمل على تنمية الشعور الثقافي لدى المجتمع المسلم لتنشيط العلاقة بين المسلم وبين ربه. فكتاباته تجعلنا نعيش عصرنا بوعى كامل لعظمة ديننا، وفي نفس الوقت تعيد لأذهاننا دور علماء المسلمين الأوائل الذين ترجموا العلوم من منابعها المتعددة، وأضافوا إليها روح الإيمان والإسلام، فتحققت أعظم حضارة عرفتها الأجيال. فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء... ورحمه الله رحمة واسعة..
* سفير دولة كوسوفا
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. beqirismaili.blogspot.com www.facebook.com/BeqirKairo www.kontribut.org