تشهدت الائتلافات الثورية المعتصمة بميدان التحرير، حالة من الانقسام والارتباك، عشية المظاهرة المليونية التي دعت القوى الإسلامية إلى تنظيمها الجمعة، احتجاجًا على الالتفاف على الإرادة الشعبية، ووثيقة المبادئ الفوق دستورية. ورأت ثلاثة من الائتلافات المعتصمة تعليق الاعتصام مؤقتًا، للحيلولة دون الاحتكاك مع الفصائل الإسلامية، في حين رأى القسم الأكبر الرفض لفض الاعتصام أن ترك الميدان وتعليق الاعتصام معناه الهزيمة والهروب أمام التيارات الإسلامية، متمسكة باستمرار الاعتصام إلى حين الاستجابة لمطالبها غير مبالية بإمكانية الدخول في صدام مع المتظاهرين الإسلاميين. واستبعد أصحاب هذا الرأي أن تحظى المظاهرة المرتقبة بحضور كثيف للإسلاميين، كما يتوقع الداعون لها، معربين عن اعتقادهم بأنها ستكون مظاهرة عادية ولن تكون كما يتخيل التيار الإسلامي جمعة مليونية وسيقتصر الحضور على المصلين الذين يذهبون إلى مسجد الفتح برمسيس والمساجد المحيطة، حيث سيتوجهون إلى الميدان لأداء الصلاة بالميدان بدلاً من المساجد. ويخشى مراقبون من تفجر صدام بين المعتصمين والمتظاهرين، في الوقت الذي نبه فيه الداعون إلى التظاهر الشباب الإسلاميين على عدم الانجرار لأي محاولات استفزازية من قبل التيارات الأخرى بهدف إفساد الجمعة المليونية، مطالبين إياهم بالتحلي بأكبر قدر من الانضباط وتفادي أي احتكاكات. في الجهة المقابلة، تنتاب حالة من القلق شباب "حركة 6 أبريل"، وسط محاولات جادة من بعض القوى السياسية والسياسيين للتهدئة داخل الميدان، وقد طلب بعضهم تعليق الاعتصام حتى يمر يوم الجمعة بسلام لكنهم رفضوا الانصياع إليهم وفي ظل جهود التهدئة، لم يخل الأمر من الاستعدادات لاحتمال حدوث مواجهات خلال مظاهرة الجمعة، حيث علم أن سيتم استخدام فوارغ الزجاجات، وتجهيز مجموعة من العصي داخل خيام المعتصمين. وكشف أحد الباعة المتجولين بميدان التحرير، أن بعض المعتصمين اجتمعوا مع الباعة غداة اشتباكهم معهم وطلبوا منهم فتح صفحة جديدة مع الثوار وتركهم يبيعون كما يشاءون دون رفض أو ممانعة مقابل الوقوف بجوارهم إذا حدث تشابك أو مشاجرات في مظاهرة الجمعة. وأضاف البائع ‘نه يتابع منذ يومين حالة من الغضب والتوتر بين المعتصمين، ورأى شبابًا يحملون أسلاكا شائكة ويدخلونها إحدى الخيام.