للوهلة الأولي تخيلت أنني أشاهد قناة ميليودي، تعرض فيلم اوعي وشك، عندما يتحدث طلعت زكريا عن بطولاته في حرب اكتوبر، ووطنيته والرشاش الذي حصد به أرواح الاسرائيليين، لكني تأكدت من أني شاهد قناة "اون تي في"، اللوجو موجود، ويسري فودة يستضيف احمد الفضالي، رئيس حزب السلام، الذي ارتبط اسمه بلقب مستشار دون أن نعرف أخد المستشارية امتى وفين، الفضالي كان على الهواء يتحدث عن بطولاته في ثورة 25 يناير، وكيف كان الثوار يختبئون في مكتبه، لا حول الله، الفضالي يخبيء ثوار، عدت بالذاكرة للوراء قبل ست سنوات، خلال المظاهرات التى اعقبت الاستفتاء على التعديلات الدستورية، في 2005، عندما خرج علينا بلطجية شق التعبان والسيدة زينب، من جمعية الشبان المسلمين، التى يترأسها الفضالي، وكانت بداية الاستعانة بالبلطجية لضرب المتظاهرين، لينتهي اليوم باصابات لا يمكن أن ننساها، ثم ياتي الرجل الان ويقول انه كان مع الثورة ويخفي الثوار!! يسري فودة كان رفيقا وهو يتعامل مع احمد الفضالي في الحلقة، صحيح أنه مارس معه المكر، ليتحدث عن بطولات زائفة قبل أن يعرض عليه صوره وهو يقف بجانب البلطجية الذين ضربوا الثوار، لكنه لم يمارس عليه دور المحقق الذى عرف به، يبدو أنه صعب عليه، أو خشي من علاقات الفضالي بأبناء السيدة وشق التعبان، خاصة تايسون، وتايسون هو احد اشهر الفتوات حاليا في مصر، منظره كفيل ببث الرعب في النفوس. عملية الرفق التى تعامل بها يسري فودة، بعد عرض الفيديوهات، قابلها الفضالي بالنكران، حيث اتهمه بأنه يريد الانتقام لنجيب ساويرس، بعد أن شن الفضالي عليه حملة مقاطعة، ليغير اتجاه الرأي العام في الهجوم على ساويرس، الذي يعادي رئيس جمعية الشبان المسلمين، ، الفيديو واضح، الفضالي يقف في وسط الكوبري، حولة البلطجية، يقذفون الثوار، لكن يسري فودة لم يسأله لماذا لم تتعرض للضرب اذا لم تكن تعرف البلطجية ويعرفونك، وهل من المنطقي، أن يقف شخص بجانب من يضربون المولتوف والحجارة، بأعصاب بارده، يولع سيجارة وعادي، بلاش دي، مافيش ولا اصابة جاتله، معقول، كل من مر في المنطقة جائته طوبة أو زجاجة او اتغز في جنبه، والفضالي يقف عادي يولع سجاير ويبص على البلطجية، اكتفي يسري فودة بسؤاله عن الدبوس الموجود علي الجاكيت، معتمدا على معلومة ان ضباط أمن الدولة ومعاونيهم كانوا يعلقونه أو يمسكون بعلم صغير، متناسيا أن الطوب ما يعرفش لا علم ولا دبوس، ورامي الطوب والمولتوف ليس مطلوبا منه انه يبص الاول، اللي معاه دبوس يسيبة واللي مش معاه ينشن عليه. اكتفي يسري فودة بالفيديوهات تاركا الفضالي مثل الفرخة الدبيحة، تحاول الفرار، لكن شادي العدل وكيل مؤسسة «بكرة» للإنتاج الإعلامى، الذي صور الفيديو قدم بلاغاً للنائب العام، اتهم فيه الفضالى، بالتحريض على قتل المتظاهرين فى «موقعة الجمل»، وقال شادى فى بلاغه: « الفضالى أحضر البلطجية إلى ميدان عبدالمنعم رياض، وأعطاهم مبالغ مالية لتنفيذ مخطط يقضى بإخلاء ميدان التحرير، عقب إذاعة البيان الثانى للرئيس السابق، حسنى مبارك»، وأرفق بالبلاغ لقطات الفيديو التى عرضها يسري فودة، شادي هو واحد منا من أبناء هذا الجيل الذي لم يلوثه صفوت الشريف واتباعه، ولهذا وجه الاتهام صريحا على الهواء اتبعه ببلاغ في اليوم التالي للنائب العام، مقدما اليه ما صوره بنفسه، مساء يوم موقعة الجمل. الفيديوهات الجديدة لن تتوقف عند الفضالي، فالقائمة أظنها طويلة، لان الذين أرسلوا "الجمال" الي الميدان نهارا، ارسلوا "حيوانات" اخري ليلا، لتنهش لحم الثوار، دون أدني خجل من أنفسهم، وهو ما يجعلنا نحي مجهود شادي ومن معه في كشف كل من تورط في الاعتداء على المتظاهرين، وفي ترويع المصريين، وساهم في نشر الفوضي والبلطجة والانفلات الأمني، علينا أن نكشف كل من ساق الجمل الي الميدان، لنجمع كل الحيوانات في الزريبة التى تليق بهم. [email protected]