أعلنت جماعة "الإخوان المسلمون"، رفضها شكلًا وموضوعًا إصدار وثيقة تضم مواد فوق دستورية، فى إعلان دستورى، واصفة محاولات البعض بإعداد أكثر من وثيقة وادعاء هؤلاء المشكوك فيه بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة كلفهم بهذا، تمهيدا لإصدارها فى إعلان دستورى، بأنها التفافا على إرادة الشعب وافتئاتا على حقه. وفى رسالتها الإعلامية اليوم الأربعاء أوضحت الجماعة أنها استندت فى موقفها إلى أمرين، الأول شكلى وهو أن الشعب أقر فى استفتاء مارس الماضى خريطة طريق وبرنامج عمل لنقل السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى السلطة المدنية المنتخبة من الشعب، على أن يبدأ هذا البرنامج بالانتخابات البرلمانية ثم يعقبها انتخاب الهيئة التأسيسية التى ستقوم بوضع الدستور، ومن ثم لا يجوز تقييد صلاحيات هذه الهيئة بفرض أى مواد عليها سواء سميت دستورية أو فوق دستورية. وأضافت الرسالة أن الأمر الموضوعى، فهو أن الدستور وثيقة يمنحها الشعب لنفسه، أى أنها تصدر منه وتعود إليه ليبدى رأيه فيها فى استفتاء شعبى عام ولا يجوز أن تهبط إليه من مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم "النخبة"، وبالتالى فالأصل أن تستطلع الهيئة التأسيسية رأى الشعب فى القرى والمدن والجامعات والنقابات والوزارات والأندية فيما يريده فى الدستور وذلك قبل صياغته ثم تفرغ هذه المطالب فى صورة مواد فى مشروع دستور ثم يعود للشعب ليستفتى عليه، فإن أقره صار دستورا ممنوحا منه لنفسه، وإن اعترض عليه يعاد للجنة التأسيسية لتغييره حتى يحظى بموافقة الشعب. وذكرت الجماعة أنه إذا أراد البعض أن يتقدم باقتراح ما فى ورقة يقدمها للهيئة التأسيسية المنوط بها وضع مشروع الدستور فلا بأس شريطة أن تبقى ورقة مقترحة لا وثيقة وأن تكون قيمتها أنها اقتراح بمشورة تأخذ بها أو منها الهيئة التأسيسية أو تهملها أو ترفضها جملة، فهذا حقها. وأرجعت الجماعة فشل الوزارة الأولى للدكتور عصام شرف إلى "وزراؤها كانوا مفروضين عليه، وكان بعضهم ينتمى إلى العهد البائد، فيما ينتمى البعض الآخر إلى لجنة السياسات بالحزب الوطنى، واصفة هؤلاء بأن عقولهم وقلوبهم كانت مع ذلك النظام الفاسد، ومن ثم كانوا معوقين للإنجاز، الأمر الذى أضاع عدة أشهر من عمر الثورة والشعب، مما فجر الاحتقان فى نفوس الناس فخرجوا فى 8 يوليو الحالى فى مليونيات بالقاهرة وعواصم المحافظات ليصححوا مسار الثورة ويطالبوا بالاستجابة لمطالبها ومنها تطهير الوزارة، كما أن البيانين اللذين أصدرهما شرف فى أعقاب هذه الأزمة، يمكن اعتبارهما برنامج عمل يلبى عددًا من مطالب الثورة والناس". واستطردت الجماعة في رسالتها قائلة "وعلى الرغم من أنها وصفت هذا البرنامج بأنع غير كافٍ ولا كامل، فإنها قررت أن العقل والحكمة تقتضيان منحه فرصة زمنية مناسبة لتنفيذ برنامجه ومتابعته فى هذا التنفيذ مع الاستمرار فى المطالبة ببقية المطالب الثورية الشعبية، وفى نفس الوقت منحه كامل الصلاحية فى اختيار وزرائه دون تدخل من أى أحد أيا كان، ليكونوا مسئولين أمامه ويكون هو مسئولا أمام الشعب". واستنكرت رسالة جماعة الاخوان ما وصفته بأنه "كل محاولات الضغط التى يمارسها عليه بعض التجمعات لاختيار الوزراء، ويقررون أنه ليس كل من نزل الميدان أو ألقى خطبة عصماء يصلح للوزارة". وتضمنت الرسالة "تأييد الخطوات التى تم اتخاذها مثل تطهير جهاز الشرطة باعتباره خطوة على طريق التطهير الكامل، وتفريغ دوائر قضائية لمحاكمة القتلة والفاسدين وإعلان المحاكمات على الشعب علانية، وإعطاء أهالى الشهداء حقوقهم المادية". كما طالبت الرسالة "باستكمال التطهير فى الجامعات والإعلام، وبقيام مجلس القضاء الأعلى فى النظر فى شأن القضاة الذين اشتركوا فى التزوير وأصدروا أحكاما مسيسة غير قانونية، والإسراع باتخاذ خطوات على طريق تحقيق العدالة الاجتماعية بتقرير حد أدنى وأعلى للأجور".