عزت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، توقف الرئيس السابق حسنى مبارك عن القيام بجولاته بالدول الإفريقية إلى رفضه الشديد خوفًا على حياته، وتعرضه للاغتيال، على غرار المحاولة الفاشلة بأديس أبابا عام 1995، أثناء توجهه للمشاركة بالقمة الإفريقية آنذاك. وقالت إن كل الدول ومنها الدول العربية وعلى رأسها السعودية اتجهت للاستثمار وإقامة علاقات قوية مع الدول الأفريقية، لكن مصر لا تزال تدرس اتخاذ هذا المنحى بعد ثورة 25 يناير، مقللة في الوقت ذاته مما يثرا عن توغل إسرائيل ببعض الدول الأفريقية، وقالت إن تواجدها "ضئيل مقارنة بدول أخرى"، معلقة بسخرية: "الصيت ولا الغنى". واعترفت خلال ورشة العمل التي عقدت أمس تحت عنوان قراءة للأداء الاقتصاد المصري والرؤى المستقبلية والذي نظمتها نقابة تجاريين بالقاهرة بأن التعامل مع ملف إفريقيا خلال السنوات السابقة كان سيئا سواء التعامل مع الأفارقة داخل مصر أو التعامل على المستوى السياسي. وقالت إن الرئيس السابق حسنى مبارك كان لا يفضل زيارة الدول الإفريقية، وفى المقابل كان رؤساء الدول الأفريقية يزرون مصر، لكن الكثير منهم زارها لمرة واحدة فقط، نظرا لعدم وجود تبادل الزيارات بين الرؤساء، وكان أي رئيس أفريقي يحافظ على كرامته ويرفض تكرار الزيارة، لعدم اهتمام الرئيس السابق برد الزيارة. وانتقدت عمر دعوات بغلق السفارات المصرية ببعض الدول ومنها دول إفريقية، واصفة إياها بأنها "آراء خاطئة"، لأنه يوجد دور قوى لتلك السفارات، فالخارجية المصرية بدأت تعيد خططها بعد الثورة لتقوم على الاقتصاد ثم السياسية، وليس العكس كما حدث قبل الثورة. وقال إن الخارجية المصرية صدرت قرارات للسفارات بالخارج بمدها بكل المناقصات التي تعلن عنها الدول لدخول مصر فيها، والاهتمام برجال الأعمال الأجانب وتيسير عملهم في مصر، فضلا عن أن إفريقيا قارة لها ثقلها حتى في الدول التي بها نزاعات عسكرية فهي تحتاج إلى تنمية عمرانية وإعادة بنيتها الأساسية، وذلك دور قد تلعبه شركات المقاولات المصرية "خاص / عام". وأكدت مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، أن مصر أهدرت العديد من الفرص في القارة السمراء، وأشارت إلى أن علاقة مصر ليست بدول حوض النيل فقط. وطالبت بضرورة زيادة دور منظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال في إفريقيا إلى جانب الدور الحكومي. وشددت على أهمية قيام الصناعة المصرية باقتحام الأسواق الإفريقية، مشيرة إلى أن مصر الصناعية ليس في بدل الرقص ومصنوعات خان الخليلي فقط، وهذه السلع هي التي يتم عرضها في المعارض الدولية سواء في أوروبا أو أفريقيا