المقاول ممدوح حمزة اقترب من أن يطلق زغرودة ويرقص عشرة بلدي بعد تكليف صهره الدكتور أسامة الغزالي حرب بصياغة المبادئ الحاكمة فوق الدستورية! لقد أسقطت ثورة 25 يناير توريث الحكم من الرئيس السابق حسني مبارك لنجله جمال. وفي المقابل أقامت جمعة "الفوضى أولا" توريث الدستور من قائد هذه الجمعة وممولها بالأموال الغامضة التي لا تعد ولا تحصى، إلى صهره زعيم الحزب الكرتوني. الإثنان يؤمنان بأن أغلبية استفتاء 19 مارس تمثل حزب "الكنبة". والكنبة كناية عن الشعب المصري كله الرافض للبلطجة والصخب المجنون الممول من الداخل والخارج والذي يملك ذراعا إعلامية طويلة يتمثل في معظم القنوات الفضائية الخاصة لا سيما التي خرجت إلى السماء مؤخرا، وجميع وسائل الإعلام الرسمية من صحف وقنوات تلفزيونية. عندما قيل لحمزة إن ما يحدث في ميدان التحرير منذ 8 يوليو يهيج الرأي العام ويلعب لصالح الثورة المضادة وفلول النظام السابق، وهو بالتالي أشبه بموقعة الجمل التي قلبت الشعب من تعاطف مع كلمة الرئيس السابق في الليلة السابقة إلى فقدان الثقة فيه تماما والإصرار على خلعه، رد بأن الرأي العام لا ينفع ولا يضر، والمهم فرض كلمة الميدان وشرعيته على الجميع. ومن هنا كان في لقائه مع إبراهيم عيسى مفعما بالسعادة الطاغية نتيجة انتصار البلطجة في فرض أمر واقع. كان يتحدث باعتباره المانع المانح، قائلا إن المواد فوق الدستورية ستؤخذ من الوثيقة التي قدمها مؤتمره الخاص الذي صرف عليه، ومن وثائق أخرى، ويبقى من حق "صهره" أن يضيف عليها أو يعدل. 12 مادة وضعها "الصهر" تؤكد جميعها "علمانية الدولة". والخطر الأكبر أن هذه المواد ستصبح سارية بمجرد أن تتوافق عليها القوى العلمانية والليرالية والشيوعية التي تخرب الآن في ميدان التحرير، أما الشعب، فهو في رأي ممدوح حمزة وصهره "حزب الكنبة" الذي لا له في الثور ولا في الطحين! لكن منظر مليونية "الإنذار الأخير" أمس يؤكد خطأ ما يعتقده ممدوح حمزة، فالجمعة لم تكن حافلة، ولم يحضرها العدد المتوقع، وقد فسر بعض ناشطو الميدان ذلك بحرارة الجو، وهو ليس حقيقيا، ولكن الحقيقة أن الرأي العام فهم الخطط التي تدبر من الميدان للاجهاز على مصر، وعرف أن المنفذين والقادة الميدانيين هم هؤلاء الذين يطلون 24 ساعة في كل قنوات مصر، وربما يخرجون عليك من حنفية المطبخ أيضا! وامعانا في الخداع أطلقت صحفهم وقنواتهم على هذا الرأي العام مسمى "مؤيدو مبارك" وهو الاسم الذي قرنوا به مسيرة "الأغلبية الصامتة" في ميدان روكسي أمس التي طالبت بمقاومة تهريج المهرجين المخربين في ميدان التحرير حفاظا على ما بقي من مصر. أينما سرت الآن في وسط البلد وفي الأطراف يستوقفك شباب غض ليرمي في يدك أوراقا تطالب بانقاذ مصر وترك الثورة تنجح، لأن افشال الثورة يأتي من تلك المظاهرات والمناطحات في ميدان التحرير والنقل الإعلامي المستمر لها، مع أنه لو لم يركز الإعلام عليها، لظهرت مصر للخارج أكثر استقرارا وأمنا. ممدوح حمزة يشرب حاليا نخب الانتصار بعد المواءمات التي نسمع أن الوزارة الجديدة ستشكل على أساسها، وبعد أن تم منح عائلته مهمة صياغة "الإعلان فوق الدستوري؟!