الأطباء يتحولون إلى مرضى والمستشفيات والعيادات الخاصة عاجزة عن التشخيص يبدو أن قرية دلجا كتب عليها أن تعيش منكوبة بعد فك الاعتصام في 16 سبتمبر من العام الماضى على يد قوات الأمن ومن يومها أصبحت قرية دلجا من القرى التعيسة. ولم يكن الحصار الأمنى فقط هو الذي أصابها بل أصبحت الخدمات الأساسية التي تجاهلتها الحكومة تجاه القرية لا تقل خطورة عن الحصار الأمنى وظهر ذلك جليا في تعطل محطات مياه الشرب والطرق المتهالكة والمواصلات ونقص الرعاية الصحية ورداءة الخدمة وهو ما أتى بنتائجه الكارثية على أهالى القرية التي يزيد تعداد سكانها عن 120 ألف نسمة وهى من أكبر القرى في محافظة المنيا. "المصريون" نبهت منذ أكثر من أسبوع بانتشار ما يشبه الحمى التيفودية في مدرسة عبد الرحمن أبو المكارم ولم يصدق أحد وأعطينا جرس الإنذار للمسئولين الذين تجاهلوا الخبر ولم يهتموا حتى المسئولين في التربية والتعليم بالمنيا. الإنذار أصبح حقيقة مرة يعيشها الآن أهالى دلجا بانتشار عدوى ما يشبه حمى تيفودية نفس الأعراض دون مقاومة حتى أصبح العدد في تزايد بشكل يومى لدرجة أن العيادات الخاصة ومستشفيات الدولة لا تسع للعد الكبير الذي يتردد عليها يوميا. بينما تكذب وزارة الصحة ما يشاهد ويرى في القرية حتى أن الأطباء أنفسهم الذين يعالجون المرضى من هذه العدوى أصبحوا تماما مرضى مثل باقى الأهالى. مواطنو دلجا يصرخون: "نلاقيها منين ولا منين" الأمن وحملات المداهمة ولا العدوى اللى عامله زى الطاعون. وأكد الأهالي أن عدد المصابين بالعدوى وصل إلى أكثر من 800 حالة مصابة إلى جانب أعداد لا تظهر بشكل مباشر. وفي المستشفيات المجاورة ديروط وديرمواس وملوى والعيادات الخاصة والمستوصفات الطبية أصبحت الحميات عاجزة عن تشخيص المرض المجهول. شواهد انتشار الحمى عن الحد المتعارف عليه ترجمها تزاحم المواطنين على العيادات الخاصة ومستشفى الحميات بمركز ديرمواس وكذا انتقال العدوى سريعًا داخل أفراد الأسرة الواحدة واختراقها معظم شوارع القرية حتى لا يكاد يسلم شارع واحد من وجود حالات إصابة. واحتشد أمام العيادات الخاصة لأطباء القرية أعدادًا تراوحت ما بين 30 و50 حالة في انتظار إجراء الكشف الطبي، وذلك أمام كل عيادة و ارتداء الأطباء الكمامة؛ تخوفًا من العدوى وقد نالت من طبيب يدعى جمال كامل الفرا، ثم انتقلت لطفليه في وقت قصير، وذلك نتيجة تعامله المباشر مع المصابين. ومن داخل عيادة الدكتور أبو المكارم طه، أشهر أطباء القرية قال إنه ومنذ أكثر من 15 عامًا لم يرَ هذا الكم من المصابين ولم تتزاحم عيادته بهذا الكم من المرضى في الوقت نفسه لم يعطِ تفسيرًا طبيًّا حول ماهية ونوعية تلك الحمى، موضحًا أن مديرية الصحة مسئولة عن تشخيص وتحديد ماهيتها وعن طرق العلاج التي يتبعها قال إنه يتعامل مع الحالات بعد التشخيص بإعطائها خافضًا للحرارة وأدوية أخرى بحسب الحالة. وأضاف أن تلك الأدوية تساعد على شفاء الحالات، في حين تختلف الفترة البينية بين الإصابة والعلاج لتبدأ من 3 أيام وحتى 10 أيام بحسب الفروق الفردية لكل مريض. وفي عيادات الأطباء لمستشفى الحميات، حيث يحتشد العشرات من المصابين بالحمى على مدار اليوم وجميعهم مصابون بحالات غثيان وارتفاع في درجة الحرارة بالمعدة والجسم بجانب قيء ودوار وإنفلونزا وانتاب البعض آلام بالعظام وسعال والتهاب. وأكد جميعهم أن الحمى تلازمهم لأكثر من أسبوع كامل. وأضاف محمد يحيى الفرا، أحد مواطنى القرية، إن العدوى أصابته ثم انتقلت لعدد 7 أفراد من أسرته في وقت قصير وإن الأعراض وفترة الشفاء تختلف من شخص لآخر، غير أن جميعها ترفع من درجة حرارة الجسم إلى حد لا يطاق. وأوضح أن العدوى منتشرة بالقرية منذ شهر أو أكثر وأنه عندما ذهب لمستشفى الحميات العامة بديرمواس تم إخطاره بعدم توافر أسرة لاحتجازه، وبالتالي اكتفى طبيب الاستقبال بتحديد أدوية لشرائها بعد إجراء الكشف الطبي عليه في حين إصابته بآلام بالعظام لم تمكنه من أداء الصلاة. وأكد أحمد علي إسماعيل، أن لديه 6 أولاد أصيب عدد 3 منهم بارتفاع في درجة الحرارة مصحوبة بغثيان ودوار. وتابع سعد عبد الودود، مدير مدرسة عبد الرحمن أبو المكارم، أن مياه الشرب ملوثة وطفح في مياه الصرف الصحى وإلقاء المخلفات في الشوارع وإهمال المسئولين عن نظافة القرية وعدم الاهتمام بها ربما يكون الدافع الرئيس في انتشار العدوى وانتقلت إليه بواسطة شقيقه الأكبر بعدها انتقل لمستشفى حميات ديرمواس فوجدها ممتلئة، وأضاف أن هناك أكثر من 700 حالة مصابة بالعدوى في قريته. كما أشار القس يؤنس، راعى كنيسة الأنبا إبرام بدلجا، إلى أن المرض أصاب عددًا كبيرًا من الأهالى وأن عيادات الأطباء تستقبل المصابين طوال اليوم. شاهد الصور: