حذر خالد الشريف، المتحدث باسم "المجلس الثوري المصري" الذي أسسه سياسيون وأكاديميون ومثقفون معارضون مصريون بالخارج من مغبة تدخل مصر عسكريًا في ليبيا، قائلاً إن "تدخل (الرئيس عبدالفتاح) السيسي عسكريًا في ليبيا جناية استراتيجية في حق الأمن القومي المصري ومغامرة فاشية ضد الشعب الليبي الشقيق". ووصف الشريف السيسي الذي تولى السلطة في يونيو الماضي عقب انتخابه رئيسًا للبلاد بعد إطاحته بالرئيس محمد مرسي في يوليو 2013 بأنه "فاقد للشرعية بعد انقلابه الغاشم ضد إرادة الشعب المصري لذلك هو يبحث عن أي شرعية خارجية حتى وان كانت على حساب الدم العربي الشقيق"، وفق قوله. وقال الشريف إن "أحد مهمات السيسي الأساسية هو هدم الربيع العربي في مصر والدول المجاورة لذلك هو يسلح انقلاب حفتر ضد ثوار ليبيا ويشارك ويقود الغارات الجوية ضد ثوار بنغازي". وكانت وكالة أسوشيتد بريس الأمريكية نقلت الأربعاء الماضي عن مسؤولين مصريين قولهما إن طائرات حربية مصرية قامت بقصف مواقع جماعات مسلحة في بنغازي شرقي ليبيا ضمن عملية واسعة للقضاء على هذه الجماعات. إلا أن السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية نفى مشاركة الطيران المصري في الحرب التي يشنها اللواء متقاعد خليفة حفتر منذ مايو الماضي على مدينة بنغازي. واعتبر الشريف أن "مشروع السيسي الأساسي هو هدم الربيع العربي.. لكن مسعاه سيخيب لان ثورات الشعوب أقوى من أسلحة وطائرات الطغاة"، بحسب تعبيره. وتعاني ليبيا صراعًا مسلحًا دمويًا في أكثر من مدينة، لاسيما في بنغازي شرقي ليبيا، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخرًا، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منه مؤسساته: الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق (شرق) وحكومة عبد الله الثني، ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري. أما الجناح الثاني للسلطة، والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي.