كشف الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، النقاب عما وصفه ب"الفيديوهات المجتزئة"، والتي تناولتها وسائل الإعلام مؤخرًا، بخصوص انتماء أبو بكر البغدادي، خليفة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". وفي بيان صادر عن مكتب القرضاوى، أكد أن موقفه من "داعش"، والتي وضعها ضمن الحركات المتطرفة لم يتغير، وأنها تحيد عن منهج الإسلام الوسطى. وأضاف أنه يختلف معهم في المنهج والوسائل والآليات، ويعارض تساهلهم في الدماء المعصومة، والطريقة البشعة التي يقتلون بها مخالفيهم، وبأن جماعات عنف تحارب الفكر الوسطي الذي يمثله الشيخ، وداعش وأمثالها تكفر الإخوان، ولا تعترف بمرجعية العلماء الوسطيين، وتعتبرهم مرتدين، ويتوعدونهم بالذبح، بحسب البيان. وأوضح :"فوجئ الناس بفيديو مجتزئ، ينسب لفضيلة الشيخ القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين ما لا يقصده، ولكي يعلم من يهمه الأمر فإن هذا الفيديو جزء من حوار مصور لوكالة أنباء الأناضول، مر عليه أكثر من ثلاثة أشهر ووجد فيه مرتزقة الانقلاب فرصة سانحة للنيل من خصومهم السياسيين، الذين لا يملكون الدفاع العادل عن أنفسهم، وهم بين شهيد ومعتقل ومطارد، نعني: "جماعة الإخوان المسلمين". وتابع: "لقد نسبوا للشيخ في هذا الفيديو أنه يقول إن أبو بكر البغدادي من الإخوان المسلمين، وتركوا ما قاله الشيخ عن داعش من أنهم: "يكفرون المسلمين، ويقتلون من أهل الذمة من لا يستحق القتل. فنحن نقاوم هذا الغلو، لأن هذا الغلو يضيع المسلمين". وتعاموا عن كلمته: "لا معنى أن تقوم جماعة ويطلبون الخلافة، الخلافة لا تأتي بهذه الطريقة، إنما تأتي عندما تتجمع مجموعة بلاد إسلامية، تحكم بالشريعة، وتميل إلى الإسلام، وتريد أن يجتمع بعضها مع بعض". وتغافلوا بيانه: "ليس من الضروري أن تكون الخلافة مثل الخلافة الإسلامية الأولى، يمكن أن تكون اتحادًا فيدراليًا، أو اتحادًا كونفدراليًا، ويمكن أن نبدأ باتحاد مثل الاتحاد الأوربي، ثم يتطور شيئًا فشيئًا". وأهملوا تصريحه: "لا بد أن يسود الرأي المعتدل، والفقه المعتدل، في الساحة الإسلامية. الساحة الإسلامية ينقصها فقه الاعتدال، الفقه الوسطي.. لا بد أن يسود فقه الوسطية، ويرفض هذا الفقه فقه الغلو أو التفريط.. لا نريد التشدد. وأيضًا لا نريد التسيب، نرفض الغلو، ونرفض التفريط والتقصير". وأشار البيان إلى أنهم تركوا هذا كله والتفتوا إلى ما ذكره بصيغة التضعيف، نقلاً عن بعضهم: إن هذا الشاب كان قريبًا من الإخوان فترة من الزمن. ولكنه لم تعجبه آراؤهم المعتدلة، فجنح إلى غيرهم. وصار بعضهم يزيد وينقص، ويرغي ويزبد، وكأن الشيخ قد لقنهم حجتهم! وأكد البيان: "فضيلة الشيخ لا يعرف الرجل من قريب أو بعيد، والمتابع لتصريحات فضيلته يعلم جيدًا موقفه من داعش، ومن كل الحركات المتطرفة التي تحيد عن منهج الإسلام الوسطي، وأنه يختلف معهم في المنهج والوسائل والآليات، ويعارض تساهلهم في الدماء المعصومة، والطريقة البشعة التي يقتلون بها مخالفيهم!". وأكمل: "إن جماعات العنف تحارب الفكر الوسطي الذي يمثله الشيخ، وداعش وأمثالها تكفر الإخوان، ولا تعترف بمرجعية العلماء الوسطيين، وتعتبرهم مرتدين، ويتوعدونهم بالذبح. فكيف يستقيم والحالة هذه، أن ينسبوا (الرجل)، أو غيره من الجماعات التكفيرية إلى الإخوان المسلمين". وأوضح أن جماعة الإخوان المسلمين في العراق والشام، تتبرأ من نسبة هذا الرجل إليهم، أو التحاقه بهم. ودعا البيان: "جميع المؤسسات الصحفية والإعلامية إلى الالتزام بأصول المهنة، وبقيم الأمانة، وبالتمسك بمواثيق الشرف الصحفية المعروفة عالميا، فالمناصب زائلة، والحكام المستبدون زائلون، وتبقى الكلمة شاهدا لأصحابها أو عليهم".