في أيام طفولتنا كنا إذا ضربنا أحد الأصدقاء نسأله في براءة : جد ... ولاهزار ... ؟ لأن الصغار - بحسن نيتهم - يعجزون عن التمييز بين الخير والشر !! وحيث أن الكثيرمن المصريين يعيش أسيراً للنوايا الطيبة فإنه لايميزجيداً بين الصديق والعدو وحين شاء الله أن يتحرك الشعب الحر في تونس جاء رد الفعل المصري مشابهاً للنوذج التونسي إلا أن ثورة شعبنا (الطيب) جاءت مثله (طيبة) تعلن رفضها للنظام الفاسد ثم تسمح ل (يحيى الجمل ) الذي عينه مبارك أن يواصل تخريب مصر لدرجة أن يفرض علينا قانون انتخابات رفضته (كل) الاحزاب !!! وفي الوقت الذي تسبب فيه تزوير الإنتخابات وأهانة القضاء قي ثورة الشعب نرى عبد المجيد محمود مستمراً في موقعه ؟؟ ألم أخبركم أننا فعلاً شعب طيب . شعبنا الطيب يغني الجيش والشعب إيد واحدة !! فلماذا لا يحاكم قتلة الشهداء وكل من نهب مصر وخربها امام القضاء العسكري (على أساس اننا ايد واحدة) ؟؟؟ .. وكيف يترك أمن الدولة حتى اليوم ؟! رغم ما سبق إعلانه عن محاكمة حسن عبد الرحمن وإلغاء أمن الدولة ! ولماذا يترك أمثال حمدي رزق وعبد الله كمال ليواصلا الكذب والإسفاف ويشوهوا صورة شعبنا وثورتنا ؟ كيف يظل كل سفراء مبارك يعملون بمختلف دول العالم ؟. أليست كل هذه تساؤلات مشروعة ؟ أذكر بالأسى والحسرة قصة الشاب الذي كان ابوه يرتعد في انتظار القبض عليه لتورطه في نهب مصر وإذا به يفاجىء بتعيين (الوالد) محافظاً ضمن من اختارهم يحيى الجمل !! أيها (الطيبون) إن الثورة هي الفعل الفوري القوي وإذا لم يتم التغيير بقوة و فوراً فعلينا أن ننتظر 50 سنه أخرى حتى نتعلم التاريخ . إن تغيير كافة القيادات من اللصوص والقتلة (فوراً) هو المنطق الوحيد المحترم والصادق لقد كان مدير أمن البحيرة صريحاً حين قال في : نحن أسياد هذا الشعب وبهذا المفهوم أطلق ضابط المعادي الرصاص على المواطن المصري الطيب الذي ظن أن مصر تغيرت كما أجبر ضابط الكمين في المنوفيه أحد المواطنين على (تقبيل) حذاء أحد الجنود .. ثم يخرج علينا أحد قيادات (أمن مبارك) مبشراً أن القنابل التي تطلق علينا (كويسة) و(مضمونة) هل هناك حد أقصى لطيبة شعبنا ؟؟ وهل نحن - حقا - مصرون على تحرير مصرنا ؟؟ ويحزن القلب حين يشتد الصراع بين رموز الحركة الوطنية على تركة وهمية ودولة لم تولد بعد وانتخابات لم تتضح معالمها في وقت تحتاج فيه مصر لتجرد ابناءها وانكارهم للذات يا شعب مصر إن الثورات تنجح بالفعل القوي فقط وأول القوة وحدة الصف واجتماع الكلمة. وكيف يتحقق للصف وحدته مع هذا السيل الجارف من الفضائيات المتصارعة بحسن نية أو بسوء طوية ؟ والتي أساءت لمصر وشعبها وثورتها عبر سلسلة مدبرة من حلقات الصراع والتطاحن العبثي المغرض . التاريخ لن يرحمنا ..ودماء الشهداء سوف تلعننا ... إذا تكرر في مصر ما حدث عام 52 أخشى أن يأتي يوم يردد أحفادنا نكت عن الثورة تقول : "مرة مصرعملت ثورة وبعدين.... اتعشت ..... ودخلت تنام " ...