نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية مقالا للدبلوماسي التركي السابق سنان أولغن, أشار فيه إلى ما وصفه برهان تركيا الخطير على ما تشهده الساحة السورية. وأضاف أولغن في 14 أكتوبر أن تركيا تواجه تحديات جمة جراء الأزمة السورية المتقافمة، وأن الحكومة التركية تحاول إنجاز المهمة المستحيلة، فهي تريد محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والإطاحة بالنظام السوري, وردع المتمردين الأكراد على حد سواء. وتابع أن تركيا تبدو غير آبهة بشأن احتمال سقوط مدينة عين العرب ذات الأغلبية الكردية في شمال سوريا بأيدي تنظيم الدولة، وذلك لأنها غير راغبة في حصول أكراد سوريا على حكم ذاتي محتمل وربما يكون بمثابة حجر الزاوية الذي يستند إليه الأكراد في تركيا في المستقبل. وأشار إلى أن التحالف يرغب في التدخل العسكري التركي في كل من سوريا والعراق، ولكن أنقرة ترى ضرورة الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد أولا من أجل العمل على استقرار المنطقة برمتها وقبل أن تخطو أي خطوة أخرى. وواصلت طائرات تابعة للتحالف الدولي في 14 أكتوبر تنفيذ غارات على مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في عين العرب (كوباني بالغة الكردية) شمالي سوريا، بهدف منع التنظيم من السيطرة بشكل كامل على هذه المدينة الاستراتيجية. يأتي ذلك بينما تستعد واشنطن لاستقبال اجتماع قادة عسكريين من دول التحالف لتقييم الحملة على تنظيم الدولة ومستقبلها. وقال مراسل "الجزيرة" في المنطقة المقابلة لمدينة عين العرب على الحدود التركية، إن المدينة السورية شهدت في 13 أكتوبر قتالا عنيفا استخدمت فيه كافة أشكال الأسلحة، وجرت الاشتباكات في وسط المدينة وعلى مقربة من معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا. وذكرت السياسية الكردية وعضو المجلس المحلي لعين العرب فايزة عبدي أن مقاتلي تنظيم الدولة يحاولون إطباق السيطرة على المدينة من جهة الشمال وعزلها عن تركيا، بعدما حاصروها من الجنوب والشرق والغرب. وعقب أسابيع من الغارات على مواقع تابعة لتنظيم الدولة، لم ينجح التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في منع مقاتلي التنظيم من التقدم وتحقيق مكاسب جديدة على الأرض. ولدراسة الوضع الحالي, يجتمع في واشنطن في 16 أكتوبر قادة عسكريون من نحو عشرين دولة مشاركة في التحالف الدولي. ووفقا لمسؤولين أميركيين, فإن الاجتماع يندرج ضمن خطط بناء التحالف وبحث نوعية مشاركة كل طرف فيه، وهو ما يعني أن الاجتماع لن يخرج بقرارات استراتيجية كبرى. وتوقع المسؤولون طرح المطلب التركي بإقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية على طاولة النقاش، رغم أن أغلبية أعضاء التحالف يعارضون هذا الخيار. ويعد هذا أول اجتماع على هذا المستوى منذ الإعلان عن تشكيل التحالف في سبتمبر الماضي, والذي يضم حاليا نحو ستين بلدا.