محمد محسوب يكتب: شنطة "كيري"

أثارت الصور التي التقطتها وكالة أنباء "رويترز" لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وهو يحمل "كيسًا بلاستيكيًا" أثناء مغادرته قاعدة أندروز الجوية في ولاية ميرلاند الأمريكية، السبت، للمشاركة في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي استضافته مصر، الأحد، ردود فعل واسعة لم تخل من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلق الدكتور محمد محسوب، وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية سابقًا على الكيس الذي ظهر في يد كيري وهو يلوح لأحد الأشخاص بيده اليمنى قبل صعوده إلى الطائرة، بينما يده اليسرى تحمل حقيبة ذات لون بني، عبر حسابه على موقع "فيس بوك"، قائلاً:
لا يختلف عاقلان أن كيري هو أكثر الساسة الأمريكان دفاعا عن الانقلاب الدموي في بلادنا.. لكنه ليس الوحيد.. فالسياسة الأمريكية تميل لاعتبارنا إحدى جمهوريات الموز التي كانت تمثل فناءً خلفيا للولايات المتحدة، غارقين في الاستبداد والفساد، بينما هي تملي أوامرها على حكام خانعين منكسرين أمامها ملعونين من شعوبهم..
ومع ذلك فإن الكيس البلاستيك الذي حمله كيري وهو يهرول إلى طائرته التي تحمله إلى لقاء قائد الانقلاب في مصر، ربما هي الجانب المشرق الوحيد في شخصيته كما في مجمل الديموقراطية الغربية..
فمسئول كبير بحجم وزير خارجية الولايات المتحدة يحمل كيسا بلاستيكيا به بعض المشتروات من متجر أمريكي – ولاحظ أنه ليس فرعا لشركة أجنبية.. والرجل لا يبحث عمن يحمل له كيسه ولا يشعر بأي خجل من حمله.. لأنه يعرف أنه موظف في إدارة تحكم بلدا حرا...
بينما في المقابل فإن مسئولين تافهين ومستبدين قساة في بلادنا يهرول خلفهم خدم ومساعدون يحملون عنهم حقائب ثمينة مشتراة من أغلى الماركات الأجنبية.. لا تطرف لهم عين عندما يقتلون أبناء وطنهم.. ولا يشعرون بخزي وهم يقولون لفقراء شعبهم: "مفييييش... مفيييش" ولا تهتز مشاعرهم وهم يقطعون الطرق ويوقفون المرور ويعطلون الدنيا.. بينما لا تراهم ولن تراهم يوما يحملون كيسا بلاستيكيا اشتروا به شيئا من متجر مصري..
هذا فقط حدث في فترة الحرية التي سنسترجعها بإذن الله..
فقد رأى الشعب وزراء ومسئولين وهم محشورون بين أبناء شعبهم بالمترو أو وهم مصطفون في دورهم ينتظرون دفع فاتورة أو يقفون بصفوف خروج ركاب الدرجة الاقتصادية من مطار القاهرة لا يتجاوزون أحدا.. ولا يقبلون هدايا وهم بمناصبهم ولا يشعرون بحرج من أن يراهم أهلهم يحملون كيسا بأيديهم اشتروا فيه شيئا لأولادهم من بقال بسيط أو فكهاني متواضع.. دون أن تعلق أيدهم يوما بحقائب فاخرة..
لم يكن ذلك مثار تفاخر إنما استعادة لصفات الموظف الخادم لشعبه لا المستعلي عليهم.."