كشف أسقف بارز بالمقر البابوي، أن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية يبحث إنشاء مجلس مستقل يضم العائلة الأرثوذكسية الشرقية، بعد انسحابه من مجلس كنائس الشرق الأوسط العام الماضي، إثر اتهام البابا ثيوفيلوس الثالث بطريرك الروم الأرثوذكس للكنيسة القبطية بخيانة "عهد" المسيح، عقب تفجر الخلاف بينهما خلال مؤتمر المجلس الذي عقد بالأردن في 19 أبريل من العام الماضي. ورفض بطريرك الروم الأرثوذكس آنذاك منح الكلمة للأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، الممثل الرسمي للبابا في المؤتمر للرد على اتهامه للكنيسة القبطية بالخيانة والكيل بمكيالين، بدعمها استمرار جرجس صالح الأمين العام الحالي للمجلس، المنتمي للكنيسة القبطية وذلك خلال الجلسة التي كان يرأسها، ما حدا بالبابا لإعلان الانسحاب من المجلس في خطاب رسمي في 28 أبريل 2010. وأضاف أسقف بالكنيسة ل "المصريون"، أن البابا شنودة طرح فكرة تشكيل المجلس الجديد على أعضاء اللجنة الدائمة للعائلة الأرثوذكسية الشرقية، بمجلس كنائس الشرق الأوسط، وممثل الكنيسة الأرثوذكسية الأنبا بيشوي، وممثل الكنيسة السريانية الأنبا جورج صليبا والأنبا متياس، وممثل الكنيسة الأرمينية الأنبا سيبوه سركسيان والأنبا ناريج أليمازيان، وبحضور جرجس صالح الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وهو ما قوبل بترحيب شديد. ويأتي ذلك بعد أن امتنعت الكنائس الأرثوذكسية الشرقية المتمثلة في الكنائس القبطية والأرمينية والسريانية عن حضور اجتماع المجلس المنعقد من يوم 23 وحتى 25 سبتمبر الماضي، تضامنًا مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعد إعلان البابا شنودة الثالث انسحاب الكنيسة نهائيًا من المجلس. وذكرت مصادر قبطية مطلعة، أن البابا شنودة يهدف إلي ضمان تزعمه للعائلة الأرثوذكسية الشرقية حال تأسيس مجلس مستقل يرجح أن يكون مقره في مصر، بعد رفض مجلس كنائس الشرق الأوسط انتخاب المصري جورج صالح المقرب من البابا في منصب الأمين العام للمجلس. ويحاول مجلس كنائس الشرق الأوسط من خلال اجتماعاته دراسة السبل لإعادة الكنيسة المصرية الأرثوذكسية لعضوية المجلس بعد انسحابها العام الماضي، بسبب إصرار الكنيسة المصرية على إعادة انتخاب جرجس صالح للأمانة العامة للمجلس لفترة أخرى. ويدرس وضع لائحة ثابتة لعمل المجلس وعملية انتخاب الأمين العام لفترة محددة، وتكون بمثابة قاعدة ثابتة للأعضاء لتفادي حدوث أي أزمات في المستقبل. في سياق منفصل، استقبل البابا شنودة أمس رهبان دير القديس الأنبا مقار بالمقر البابوي بالأنبا رويس حيث طالبوه بسرعة تعيين رئيس للدير.