لليوم الثاني على التوالي، امتدت طوابير طلاب الجامعات المصرية بالعاصمة القاهرة، لعشرات الأمتار مع ثاني أيام العام الدراسي الجديد، بسبب تشديدات أمنية فرضتها شركة الحراسات الخاصة الجديدة التي تقوم بتأمين الجامعات. في الوقت الذي لم تشهد الجامعات أي مظاهرات للطلاب المعارضين للسلطات الحالية، الذين توعدوا في بيان لهم أمس ب"انتفاضة طلابية". وشهدت جامعة الأزهر بمدينة نصر تكدسا للطلاب والطالبات لليوم الثاني على التوالي، أمام بوابات الجامعة نتيجة إجراءات الامن وعمليات التفتيش التي اتخذتها الجامعة لتأمين العملية التعليمية، ومنع المتسللين ودخول أية أسلحة أو أداوت تظاهر إلى الحرم الجامعي. وهو الأمر الذي تكرر في جامعتي القاهرة وعين شمس ،بينما كانت البؤرة الأشد تكدسا في القاهرة في جامعة حلوان (جنوبي العاصمة)، والتي شهدت مشادات بين الطلاب وأفراد شركة الأمن الخاصة بسبب الإجراءات الأمنية للدخول. وكانت شركة "فالكون" للأمن الخاص، التي يديرها رجال شرطة وجيش متقاعدون، بقيادة شريف خالد، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، ومسؤول قطاع الأمن باتحاد الإذاعة والتليفزيون الحكومي سابقا، تسلمت أبواب الجامعات الأربعاء الماضي، تمهيدا لتأمين الجامعات خلال العام الدراسي الحالي. وفي جامعة بني سويف ، رفض أفراد الأمن السماح بدخول الطلاب للحرم الجامعي، دون الخضوع لإجراءات تفتيش صارمة مما تسبب فى تأخير دخول الطلاب لكلياتهم، بحسب عدد من الطلاب. في الوقت الذي شهدت كل الجامعات تكثيفا أمنيا مشددا بعربات الأمن المركزي (قوات مكافحة الشغب الشرطية)، ووحدات التدخل السريع، على أبواب وأسوار الجامعات. في الوقت الذي لم تشهد الجامعات أية فعاليات احتجاجية حتى الساعة العاشرة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي ، على الرغم من إعلان حركة "طلاب ضد الانقلاب" المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، الخروج في "انتفاضة طلابية" اليوم. وقال أحمد ناصف، المتحدث باسم الحركة، في تصريح لوكالة الأناضول، إنهم يعدون "مفاجآت قوية" للسلطات الحالية، سيعلن عنها في حينها، على حد قوله. وأشار إلى أن حملات القبض على قيادات وكوادر الحركة تواصلت فجر اليوم الأحد، حتى وصل عدد المقبوض عليهم 65 طالبا خلال يومين، وهو ما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري بشأنه من وزارة الداخلية. وأضاف: "مثل تلك الاعتقالات لا يمكنها أبدا إيقاف ثورة الطلاب أو إضعاف اشتعال جذوتها في صدور الطلاب". وشهدت أغلب الجامعات في العام الدراسي المنقضي، مظاهرات واحتجاجات طلابية شبه يومية أغلبها مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، وفي محاولة من الجامعات للحد من تكرار هذا المشهد والاتهامات المتبادلة، استبق رؤسائها العام الجامعي بقرارات غير مسبوقة، تضمنت "3 خطوط حمراء" يحظر على الطلاب الاقتراب منها، في مقدمتها إهانة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، كما اتخذ الأمن في بعض الجامعات إجراءات غير مسبوقة، منها تعيين شرطة سرية داخل الجامعات، واحتفظت جامعة الأزهر بإجراءات خاصة، كونها البقعة الأكثر اشتعالا بين الجامعات.