أحدثكم عن أحوال مصر وأحوال الإسلاميين وأحوال الوطن وأحوال الثورة العظيمة التي تكاد تتسرب من بين أيدي الشعب بعد أن دخل المتحولون في الصورة بل يكادوا يتصدروا الصورة ينتشرون في الفضائيات يغمزون ويلمزون حول آثار الثورة السلبية على الأمن والاقتصاد وترديدهم أن البلد لن ترجع إلى طبيعتها إلا إذا تطلعنا الأمام ولم نلتفت خلفنا وتركنا التخوين والإقصاء لأن البلد بتقع والمواطن لم يعد آمنا في بيته ويبكون على الاقتصاد الذي انهار والسياحة التي دمرت فعلى الشعب من وجهة نظرهم أن يعيد الثقة لرجل الشرطة ليعود الأمن للشارع المصري الذي تحكمه البلطجة ,, ونسوا أو تناسوا أن كل ما نعيشه من سلبيات هو من آثار الدمار الذي تركه لنا نظام مبارك الذي قام بعملية تدمير ممنهج للبلد وتركها بدون أي مؤسسات حقيقية فلا نملك مؤسسات للإنتاج ولا مؤسسات للتعليم ولا مؤسسات للأمن بل نمت مؤسسة البلطجة تحت سمع وبصر النظام وصارت رديفا يلجأ له عند الضرورة ,, ناهيك عن ضياع القيم والمبادئ بسبب إعلام فاسد ضحل وثقافة المديح لمن يحكم وغياب متعمد للتفكير النقدي لتسود ثقافة القطيع دولة من ثمانين مليون بها الألوف من حملة الشهادات العليا وجل دخلها يعتمد على تحويلات المصريين وعلى دخل قناة السويس وأخيرا السياحة التي احتكرها بعض أصحاب الحظوة من خلال الفنادق والقرى السياحية التي بنوها من قروض البنوك والمريب ياصديقى أن هذه الدعاية السوداء يصاحبها أداء سئ من الحكومة ( التي يحلوا للبعض أن يؤكد أنها جاية من ألتحرير) كما لو كان الجميع يتواطئون على إجهاض الثورة من خلال وزراء لا يختلفون كثيرا عن وزراء أحمد نظيف اللهم إلا في نظافة اليد ( على الأقل حتى الآن ) وزراء كل همهم تبرئة ساحتهم من أي اتهام بالتقاعس ,,, تم نأتي لنائب رئيس الوزراء يحيى الجمل الذي اكتشفنا أن بداخله ( عبده مشتاق ) فعنده تمسك غريب بالموقع وحب للظهور وتعمد إثارة الجدل واحتكار القرارات الخطيرة التي جاءت كلها مخيبة للآمال والخوازيق التى يتعمد وضعها فى طريق الثورة بدءا من الأسماء التي اختارها للإعلام أو من أختارهم لمجلس حقوق الإنسان ومن أختارهم لمؤتمرات الحوار ثم تحيزه الواضح ضد الإسلاميين وهو موقف يمكن أن نقبله من صاحب رأى وليس من مسئول مهمته احتواء الجميع والاستماع لهم ,,, كان المفترض أن يتوارى عن الساحة بعد أن قبل أن يشارك في وزارة أحمد شفيق لتي شاركت فى مجزرة الجمل ولا أقول معركة الجمل ولم تحرك ساكنا والآن لا يجد ما يقوله غير اتهام الشباب بالغرور وأنهم لم يتعلموا ثقافة الحوار... هذا الوضع الذي نعيشه يبين أن سفينة الوطن تسير في موج متقلب وما زاد الطين بلة ذلك التخبط بسبب غياب الرؤية المتكاملة من إنشاء لجنة لتعديل الدستور ثم ما أضيف من إعلان دستوري( لا ندرى من وراء كتابته ) أدخلنا في دوامة الجدل وانقسم مجتمع النخبة والثوار إلى معسكرين معسكر مع تأجيل الانتخابات التشريعية مع البدء في عمل دستور والثاني مصمم على الأخذ بنتائج الاستفتاء بل سمعنا في الحقيقة بعض الآراء المتطرفة التي تنادى ببقاء العسكر لمدة سنتين إذا احتاج الأمر وأنا أرى أن السبب الرئيسي لهذا التشويش هو وجود فوبيا الإخوان لدى معظم الأحزاب والقوى السياسية القديمة والناشئة ولهم بعض العذر بسبب أداء قيادات الإخوان السيئ وتركهم المشاركة بالفكر والرأى في أي قضية من القضايا الكثيرة المثارة على الساحة مثل قانون الانتخابات أو قانون مجلس الشعب أو نسبة العمال والفلاحين أو رأيهم في بقاء مجلس الشورى أو حتى في ميزانية حكومة شرف وحالة الأمن الخ الخ وانشغلوا في تركيز يثير الريبة في تنظيم صفوفهم لكسب الانتخابات ولو بالتحالف مع القوى التقليدية حتى لو كان حزب التجمع وهذا يبين خلل فى تفكبرهم وكراهيتهم لأى أفكار ثورية... فإذا كان الإنسان حيوان إجتماعى كما يقال فإن الإخوانى أصبح حيوان إنتخابى , ولكن الطرف الآخر وهم اللبراليين عندهم تصؤر خاطئ أن كل من يعمل في السياسة ينبغي أن يمثل في برلمان ما بعد الثورة والتصور الثاني الخاطئ اعتقادهم أن الإخوان ستكون لهم الغلبة في البرلمان القادم وأنهم سيفرضون ما يرونه في كتابة الدستور الجديد وهذه كلها تصورات مبالغ فيها فلن يفوز الإخوان بالأغلبية وحتى لو فازوا بالأغلبية فستواجههم قيود عملية وأدبية عليهم الالتزام بها عند كتابة الدستور القادم وإلا واجهوا المجتمع الخارج لتوه من ثورة قامت من أجل الحرية وأظنهم أكثر فطنة من أن يقوموا بهذه المغامرة فهل نتصور أن الإخوان سينادون بتفعيل قانون الطوارئ أو سيلغون الأحزاب والجمعيات الأهلية أو سينادون بقطع يد السارق أو إلغاء البنوك إذن كل هذه التصورات الخاطئة هى تماحيك من قوى ترى نفسها أضعف من مواجهة الإخوان أمام صناديق الاقتراع حسب ماتقول الديمقراطية (( أم نريد ديمقراطية لحساب البعض ))ونعود للسياسة الإقصائية التي عانينا منها لماذا لا ننظر إلى الفصائل الإسلامية أنه مثل الباقين من حيث أنهم لهم مزايا وعيوب وسرعان ماستتكشف عيوبهم من خلال الأداء والممارسة ووجودهم في مقعد المسئولية لماذا يتصرف اللبراليون كما لو كانت الانتخابات القادمة هى أول وآخر انتخابات ثم لماذا يتجاهلون أن وزن رئيس الدولة القادم بالانتخاب لن يترك الدنيا سداح مداح لأى تيارحتى لو كان الأغلبية ,,,, إنني كنت سأكون أول من يؤيد الدستور أولا لو كان فى السلطة الآن حكومة ثورية تحقق مكاسب للثورة كل يوم,,, إن تخوفى الأساسي من مسألة تأجيل الانتخابات تحت مبرر إعطاء فرصة للقوى البازغة والغير منظمة للاستعداد لن يعطى فرصة إلا للفلول وأعداء الثورة حيث سيعملون على زيادة الأجواء العامة توترا من خلال المطالب الفئوية واستمرار الأداء الأمني الهابط وارتفاع الأسعار المتوقع واستمرار تدهور السياحة وغياب الإنتاج والمشاريع ,,هل هذه أجواء تبنى ديمقراطية أم أن الإسراع بالانتخابات وبروز مجلس شعب جديد ولو لم يكن مثاليا وحكومة جديدة يمكن محاسبتها سيجعل العجلة تدور وهناك احتمال قوى بعمل انتخابات جديدة في خلال عام واحد فلماذا لا يستعد الفرقاء للانتخابات القادمة ويحاولوا تغيير الوجوه من خلال صندوق الانتخابات ,, ثم الإشكالية الكبرى إذا تبنينا فكرة الدستور أولا فهل سيكلف بهذه المهمة الدكتور الجمل ومؤتمراته المفبركة ثم ألن نتشاجر منذ الآن هل الدولة برلمانية أم رئاسية ؟؟ ثم من يضمن مع استمرار الفوضى أن يقرر المجلس العسكري الاستمرار في السلطة أو تقديم مرشح عسكري للرئاسة وهنا الطامة الكبرى وهذا منتهى أمل الثورة المضادة لذلك أستاذي الفاضل أرجوك أن تنادى بفض هذا الاشتباك العبثي وعلينا أن نركز الآن على تقديم انتخابات مثالية بعيدة عن تأثير المال والعصبية وفتح الإعلام الرسمي لكل المرشحين بفرص متكافئة وتكوين لجنة انتخابات حقيقية وغير صورية وإبعاد أى دور للشرطة والأمن الوطني والبحث عن طرق حديثة في عمليات الاقتراع وعمليات الفرز ولنستعين بالدول المتقدمة ديمقراطيا مثل الهند والتشديد على مسألة العامل والفلاح هذه هى القضايا المهمة ولا نجعل وهم أو بعبع الإخوان يلهينا عن متابعة المشوار الذي بدأناه والذي ضحى من أجله خيرة شباب الوطن بدمائهم فأنا يقلقني أنه حتى الدكتور عصام شرف بدأ ينادى بمد الفترة الانتقالية ولا أريد أن أتهمه أن بريق السلطة بدأ يزغلل عينيه فالرجل رغم آداؤه الهزيل بسبب وزراء مفروضين عليه إلا إنه يحظى بحب الناس وهذا القبول شئ إلهي 0ولكن البطانة إياها بدأت تتشرنق حوله لتعزله عن الناس وأتساءل هل يستطيع عصام شرف الأن أن يدخل مطعم للفول والطعمية كما فعل من قبل ...أعتقد أن الانتخابات القادمة حتى لو أفرزت ديمقراطية ناقصة ولكن يمكن استكمالها مع الوقت أفضل من التأخير الذي يهدد الثورة والديمقراطية معا وأنت ترى أن كثير من الأحزاب بدأت تجتذب رديف الحزب الوطني المنحل بل وتعطى لهم حوافز للانضمام وهذا مرشح للتصاعد.وهذا معناه أن مخاطر الانتخابات المبكرة أهون من مخاطر الدستور أولا رغم وجاهتها.ولا أدرى هل التأخير فى إصدار مشروع مجلس الشعب حتى الآن والإنتخابات على الأبواب هل هو متعمد أم مجرد روتين... وفق الله بلدنا الذي عانى الكثير تحت حكم أبنائه أكثر مما عانى تحت حكم الأجنبى0 ستكون رسالتى الثانية عن المشاريع الضخمة سنحل بها الكثير من المشاكل ... دعواتى لك بالمزيد من النجاح والمزيد من حب الله والناس.