في معركة جديدة من الصدام بين وزارتي الأوقاف ووزارة الثقافة لما بينهم من فجوة، فالأولى تمارس دورها كمشرفة على المساجد وعلى رأسها الأزهر، الذي لا ترضي دائمًا فتواه وزارة الثقافة، وتعتبرها تقييدًا لجهودها ولفتح نافذة ثقافية على العالم، هاجم وزير الثقافة جابر عصفور، الأزهر الشريف، وفتواه بتحريم تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية، معتبره يعكس الفكر المتشدد لبعض كوادر الأزهر، وهو ما رفضه وكيل الأوقاف. وقال "عصفور"، خلال لقاء تليفزيوني أمس على قناة العربية، إنه مع العلمانية وهى الموازية للدولة المدنية، مضيفًا: ليس كل علمانى كافر كما يدعى البعض عن جهل أو عمد، وتابع أن هناك بعض رجال الأزهر من المحافظين معارضون لكل ما هو جديد. وأشار وزير الثقافة إلى أنه مع تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية ولا مانع فيها ويوافق على عرضها تمامًا، قائلًا: عرض فيلم نوح الذي يعرض قصة سيدنا نوح والذي لا يتعارض معه الدين الإسلامي، موضحًا أن وجود الإخوان والتأثير السلفى في الفترة الماضية جعل هناك خوفًا من أي شىء. ومن جانبه، رفض الشيخ سيد عبود، وكيل وزارة الأوقاف، ذلك الحديث، قائلًا: ما زلنا نعيش في الفكر العلماني ولم يخرج وزير الثقافة عنها، فمن فاروق حسني وزير الثقافة الذي يصنع التماثيل، إلى جابر عصفور الذي منذ علمت لتوليه حقيبة الثقافة أن الوضع لم يتغير. وحذر "عبود"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، من الفكر الليبرالي المنحرف الذي يدخل في عداوة مباشرة مع الدين، بقصد القضاء على الدين، على حد قوله، متهما الدول الغربية بالوقوف خلفه.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف، ضرورة اختيار وزير الثقافة شخصية متدينة، قائلًا: لا نقول إنه يبيت في المساجد ولكن كأقل تقدير يصلي الفروض الخمسة، ويكن صاحب عقيدة، مضيفًا إذا كان عصفور لا تروق له فتوى ما ومعترض عليها فليتصل بشيخ الأزهر أو وزير الأوقاف ويتناقشون فيها ربما كان غير ملم بها، فنحن نرحب بالحوار، والأفضل من الحديث عبر الفضائيات والدخول في حرب إعلامية كلامية لا تفيد إلا أعداء الوطن. وذكر "عبود" بفضل مؤسسة الأزهر الشريف ودورها كمنارة إسلامية واجهت الفكر المتشدد وحافظت على الإسلام الوسطي، قائلًا: لا يجوز وصف الأزهر بالمتشتت، فلولاه لأصبحت مصر مثل العراق عند قدوم التتار.