عقدت شعبة "الأخوات المسلمات" بجماعة "الإخوان المسلمين" مؤتمرًا بقاعة المؤتمرات بجامعة الأزهر، بمشاركة الآلاف من عضوات الجماعة بالمحافظات المختلفة، بحضور الدكتور محمد بديع ونوابه المرشد العام للجماعة، وعدد من أعضاء مكتب الإرشاد، في أول ظهور علني من نوعه منذ عام 1953، إذ كانت الاجتماعات في السابق تعقد في إطار من السرية خوفًا من الاعتقال والمطاردة الأمنية. ووجه المرشد في مستهل كلمته التحية والتقدير لأمهات وزوجات وأخوات شهداء ثورة 25 يناير، مؤكدا أن للمرأة المصرية التي وصفها بأنها شريكة للرجل في مواجهة الظلم والطغيان دورًا لا يمكن إنكاره في نجاح الثورة والدفاع عن الوطن، وأن التاريخ سيسطر بأحرف من نور دورها العظيم في إنجاح الثورة. وطالب بتوحيد الصفوف والطاقات لبناء ما أفسده النظام السابق، الذي قال إن الجميع عانوا من ظلمه معتبرًا انهياره من نعمة الله على مصر، متهمًا إياه بالكيد لأشقائنا العرب وحصار وتجويع الشعب الفلسطيني، ما أدى إلى تراجع دور ومكانة مصر وإلحاق الإهانات البالغة بالشعب المصري. ودعا بديع المرأة المصرية إلى العمل بجد ونشاط في ميادين العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي، ل "أننا جميعا مصريون والبلد ملكنا جميعا ونهضة البلاد مسئوليتنا". بدوره، اعتبر المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد أن اجتماع "الأخوات" لأول مرة بصورة علنية منذ 60 عامًا بمثابة "لحظة تاريخية تستحق مننا الشكر والحمد والثناء لله، خاصة وأن هذه السنوات الستين شهدت سجن واستشهاد أعداد كبيرة من الإخوان". وهنأ جميع المصريين وخص أعضاء "الإخوان" بالحرية التي ننعم بها حاليا، وقال: "مهمتنا الآن هو العمل على أن تنهض الأمة على أساس الإسلام والمرجعية الإسلامية، وأن يتم بناء البيت المصري على أساس الإسلام وإقامة حكومة تدير أمورنا على أساس الإسلام والمرجعية الإسلامية". وأكد أن المهام الرئيسية للإخوان بعد نجاح الثورة هو العمل على بناء النهضة والمساهمة فيها، والحفاظ على حيوية الثورة والعمل على بناء تحالفات مع جميع أبناء الأمة كخطوة هامة للحفاظ على مكاسب الثورة، وأشار إلى أن الجماعة تدرك تماما أنها ليست وكيلا عن الأمة في بناء النهضة. ولفت إلى أن هناك تحديات تواجه مصر بعد الثورة على رأسها الفراغ السياسي وهو ما يتطلب العمل على بناء حياة سياسية ونظام سياسي جديد يسمح بالتداول السلمي للسلطة، واختيار برلمان حقيقي يعبر عن الأمة، وأن يتمتع القضاء باستقلال كامل وحقيقي. وحذر الشاطر من أن أخطر ما يواجه مصر حاليا هو الاحتقان الطائفي والمطالب الفئوية، خاصة وأن هذا العام الذي نعيشه يشهد درجة عالية من التوتر السياسي، مؤكدا أن مصر بحاجة إلى 8 أعوام لإعادة بنائها. وقال إن "الإخوان يرفضون تهميش المرأة ويتمسكون بمشاركتها الفاعلة في العمل السياسي"، وأضاف ردًا على من يقولون بأن "الإخوان" لا يهتمون بعمل المرأة بالسياسة، "إن أكبر وأضخم تمثيل للنساء على مستوى جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية هو في جماعة الإخوان المسلمين". وتابع قائلاً: "طوال السنوات الماضية كانت الجماعة ترفض تعريض النساء للمضايقات الأمنية، أما الآن فإن المجال أصبح مفتوحا على مصراعيه أمام المرأة لممارسة العمل السياسي دون خوف من الاعتقال أو المضايقات الأمنية". وشدد نائب مرشد "الإخوان" على دور المرأة الفاعل في العمل السياسي وتكوين جمعيات ومؤسسات نسائية، واقتحام العمل في النقابات المهنية، والمشاركة في النهضة التي تحتاجها مصر. وختم الشاطر بتوجيه الدعوة ل "الأخوات" للمشاركات في المؤتمر بقوله: "أدعوكم للمشاركة بفعالية بميادين العمل السياسي، خاصة وأنه أصبح لنا حزب سياسي هو حزب الحرية والعدالة". من ناحيتها، أكدت الدكتورة عايدة سعد مسئولة "شعبة الأخوات" أن المرأة المسلمة نافست الرجال في العمل بالسياسة حين بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ما يعد أكبر رد على من يزعمون أن الإسلام يضيق على عمل المرأة بالسياسة. وأشارت إلى أن الإسلام جعل من المرأة شريكا أساسيا للرجل في كل شيء، واهتم بالحقوق المدنية والسياسية للمرأة، وعاملها على أنها كاملة الأهلية والإنسانية. وقالت في النهاية: "نحن نعلم جميع المشاكل التي تعانى منها المرأة المصرية لأننا من هذا المجتمع ولسنا من كوكب آخر ويجب وضع حلول للمشاكل والانتهاكات لكرامة المرأة في طوابير الخبز وأنابيب البوتاجاز وزحام المواصلات العامة".