غمز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان من الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد أيام من تصريحاته التي انتقد فيه مشاركة الأخيرة في اجتماعات الدورة ال 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة وتساءل أردوغان: "هل منظمة الأممالمتحدة هي المكان المناسب الذي يلقي فيه الانقلابيون كلمتهم على منصتها؟ أم هي مكان لإلقاء كلمات المنتخبين بالطرق الديمقراطية وشعوبهم راضية عنهم؟ أو أنها المنبر الخاص لخطابات المنحدرين من أنظمة استبدادية"؟ واستدرك "أما إذا كانت منصة للكل لإلقاء خطاباتهم فيها فهذا بحث آخر، وأنا كرجب طيب أردوغان إذا كنت أؤمن بالديمقراطية؛ فلا أستطيع أن آخذ مكانًا لي في الصورة ذاتها؛ مع الذين وصلوا إلى الحكم بطرق غير ديمقراطية"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول" عنه في كلمته خلال افتتاح القمة الإقليمية (أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة أوراسيا) للمنتدى الاقتصادي العالمي، في اسطنبول. وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء الماضي، قال الرئيس التركي إن بلاده تقف ضد ما أسماه "الانقلاب العسكري" في مصر، متسائلاً: "لماذا يصمت العالم على من انقلب على الديمقراطية في مصر؟". وألمح أردوغان إلى رفضه وجود السيسي، بين قادة العالم المجتمعين في نيويورك لحضور أعمال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأدان ما وصفه ب"إضفاء الأممالمتحدة الشرعية على من انقلب ضد من اختير بإرادة شعبية كرئيس لمصر"، في إشارة إلى الرئيس المعزول محمد مرسي. وأضاف أن "مجرد حضوره (في إشارة إلى السيسي) في الجمعية العامة، هو قبول لعدم الشرعية وديمقراطية الشعوب من قبل الأممالمتحدة". وأكد أردوغان خلال افتتاحه المنتدى الاقتصادي باسطنبول، أن العالم أكبر من خمسة دول، مضيفًا: "لا يمكننا ترك مصير العالم بيد هذه الدول الخمسة". (في إشارة إلى الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن)، متابعًا: "لا ينبغي أن يكون مصيري مرهونا بموقف هؤلاء الأعضاء الخمسة، هناك ظلم في سوريا حاليا، وفي العراق، وعند اتخاذ القرارات، يجري التساؤل، ماذا سيقول مجلس الأمن؟ أو الأعضاء الخمسة، أو أحداً منهم؟ فإذا قال لا! انتهت المسألة!، ولا يمكن لأحد أن يغير القرار، هل العالم بأسره مرهون بموقف عضو واحد؟". وأشار أردوغان إلى أن أنظمة بعض الدول لا تزال تمارس سياسة العنف والإخضاع تجاه شعوبها، وتُخلف أضراًرً جسيمة، لافتًا إلى أن الإرهاب أخذ بالانتشار عالميًا، ووصل إلى مناطق جغرافية واسعة، بحيث بات يهدد السلم العالمي. وحول التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش، قال الرئيس التركي: "بالطبع إن العملية الجارية ضد منظمة إرهابية في سورياوالعراق من قبل التحالف، هامة دون شك، ولكني أود أن أذّكر بأنها غير كافية، وينبغي تفعيل آليات تجلب حلولا دائمة للمشاكل. إن إلقاء القنابل إنما يوفر حلا مؤقتا، يغطي المشكلة". ومضى أردوغان قائلا: "أيها العالم عندما تبرز منظمة إرهابية على غرار "داعش" تنتفض!، لكن لماذا لا تنتفض حيال منظمة إرهابية مثل "بي كا كا"؟ لماذا لا نسمع صوتك إزاءها؟ ولماذا لا تقول تعال نواجهها بشكل مشترك؟".