جدد عمرو موسى رفضه لتصريحات چو بايدن نائب الرئيس الأمريكي عن تقسيم فيدرالي للعراق على أسس طائفية وعرقية إلى إقليم كردي وآخر سني وآخر شيعي مؤكداً أن هذا شر مستطير وسابقة تمثل خطرا على المنطقة، ومضيفا أن الحل الذي يقترحه للوضع في سورياوالعراق هو تقاسم للسلطة وليس تقاسماً للأرض، بحيث تتفق الطوائف المختلفة على نظام لتوزيع السلطات في الدولة بينها مع الحفاظ على وحدة وهوية وحدود بلادهم من اقتراحات التقسيم الذي تجيئنا من على بعد آلاف الأميال. وتبعا لبيان أصدره المكتب الإعلامي لموسى اليوم الخميس فقد جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها موسى في مطلع هذا الأسبوع في مركز عيسى الثقافي بالعاصمة البحرينية المنامة بعنوان "التغيرات في العالم العربي والشرق الأوسط"بحضور عدد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية البحرينية بالإضافة إلى أعضاء من السلك الدبلوماسي والصحفيين والإعلاميين البحرينيين ورؤساء تحرير الصحف من كل دول الخليج. وتحدث عمرو موسى عن الوضع العربي والإقليمي قائلاً أن منطقة الشرق الاوسط الآن "على كف عفريت وأن العفاريت كثر" وعودة مصر لدورها فى المنطقة العربية هو عودة للسياسة المتوازنة التى تحتاج مزيدا من التعقل؛ فمنطقة الشرق الأوسط خلقت حالة تغيير جذرى مؤكدا ان الشباب العربى يتحرك الان نحو التواصل مع العالم الخارجى ويحتاج الى تعليم و رعاية أفضل بحسب ما ذكر موقع أخبار مصر.
وأشار انه على العالم ان يعلم انه مثلما توجد مصالح عالمية توجد ايضا مصالح اقليمية وعربية، مؤكدا انه حتى الآن تطرح مصالح الدول العظمى فقط على موائد الحوارمؤكدا انه لا يمكن ترك مصلحة الامة العربية مما يقتضى ان نطرق ابوابا مختلفة حين نتعرض لعرض مصالح الشرق الاوسط. وقال موسى "أننا حينما نتحدث عن منطقتنا فإننا يجب أن نقود، ان نتقدم بمبادرة عن الشرق الأوسط الجديد وتصدرنا له". واقترح رئيس لجنة الخمسين ان يكون هناك نظام اقليمى جديد يلبى متطلبات المنطقة العربية بأكملها، وأننا يجب علينا الحديث والجلوس معا لتشكيل مجموعات عمل لطرح رؤية عن مستقبل المنطقة ولإنشاء نظام عربي جديد ونظام تعاون إقليمي ونظام امن إقليمي يقوم على احترام الحدود وعدم الاعتداء وإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، والوقوف الجماعي (عربياً) ضد الإرهاب ونظام اقتصادي ومجتمعي جديد ذكي وعصري ومتطورقائلا "دعونا نكسب جميعا" وأضاف موسى قائلا: "هناك فارق بين رغبة إيران فى الهيمنة الإقليمية ورغبة تركيا فى الهيمنة الإقليمية لان تركيا تستخدم المقاربة الناعمة اما إيران تستخدم المقاربة الخشنة ومصر دولة كبيرة بينهم تستطيع ان تتنافس مع تركيا باستخدام القوة الناعمة وتستطيع أيضا ان تتخذ الموقف اللازم تجاه إيران وقت الحاجة، فالمنطقة لن تقودها دولة غير عربية، وقال أنه يعتقد أن المملكة العربية السعودية ومصر من الضرورى ان يتوحدا سويا لحماية الدول العربية من أن التأثر أكثر بما يحدث فى المنطقة الآن.
إما عن جماعة داعش و ظهورها فى المنطقة العربية فاستنكر موسى الممارسات التى تقوم بها هذه الجماعة قائلا “أننا يجب أن نبحث في من سمح بقيام داعش ومن مولهم وفر السلاح والمساعدة الإستراتيجية والتقنية، وأيضاً من سمح باستمرار حكم دموي طائفي في العراق لعشر سنوات كاملة زرع الفرقة والانقسام بن طوائف الشعب، مؤكداً أننا لو هزمنا داعش اليوم دون هزيمة أسباب قيامها فسوف تعود مرة أخرى بعد عام أو اثنين، وهذه ليست استراتيچية مواجهة، فالاستراتيچية المطروحة حالياً استراتيچية منقوصة وفي رأيه لن تكون فاعلة. وقال موسى إن مصر تحتاج إلى العالم العربي بمثل ما يحتاجها، وأن مسئوليتنا مشتركة في تحقيق استقرار وسلامة وأمن وتقدم هذه المنطقة أي الشرق الأوسط على اتساعه من مشرقة إلى مغربه، وهي مسئولية كبرى وتاريخية علينا أن نتحملها بمسئولية وحكمة وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها جميعاً. وأكد أنه ثبتت صدق المقولة العربية التي تتحدث عن الجسد الذي يتداعى إذا تداعى عضو فيه وأن الجسد كله يعبأ للدفاع عن العضو المصاب ولقد تداعى الجسد العربي كله حين تداعت مصر واضطرب حين اضطرب العراق، وتوتر حين تمزق حال سوريا، وقل مثل ذلك عن اليمن، وقبل ذلك حين وصلت الحماقة قمتها بغزو الكويت وأخيرا وليس آخراً تأثر الوضع السياسي العربي كله بعد ثورة تونس في يناير 2011 مؤكدا إن هناك ترابط وتداعى بين مجتمعاتنا العربية و مستقبل الأمة العربية مشترك و الواجب علينا ان نتدبر الأمور برصانة وحسن إدارة وان نبتعد عن المشاحنات و الخلافات التي أضرت بنا كثيرا وان نرتفع سويا فى ظل المرحلة الحرجة التى تمر بها المنطقة العربية والشرق الاوسط بأكمله. وأكد موسى إلى انه فى شهر يناير عام 2011 بدأت الثورات العربية ضد الحكومات التى كانت قائمة فى هذا الوقت مشيرا بصفه خاصة الى مصر فالمشكلة فى مصر كانت تتمثل فى سوء إدارة الحكم و تراكم ممارسات أدت الى سوء الإدارة فى مصرقائلا:" نحن كمصريين شعرنا بمرحلة تراجع كبيرة فى كافة المجالات ولن يكن مقبولا لدينا أن يتراجع دورمصر فى المنطقة العربية ، مشيرا إلى إن مصر التى بدأت عصرها الحديث عام 1805 بحكم محمد على باشا تجد نفسها بعد 200 عام إمام حالة تراجع فى كافة المؤشرات الخاصة بحياة المواطنييين بل تراجع فى دورها الاقليمى أيضا ومؤكدا ان أكثر من نصف المجتمع المصرى يعيش تحت خط الفقر وهذا غير مقبول موضحا انه كانت هناك حالة فشل ملحوظة فى إدارة الأمور مما وصل بمصر الى هذا الحال المرفوض والذى كان سببا فى الغضب الشعبى الذى عبر عنه الجميع فى ثورة 25 يناير 2011 . وأكد موسى أن ثورة يناير أدت إلى مسار ديمقراطى جديد، رغم النتائج السلبية التى ظهرت فى الاعوام التالية للثورة؛ فبعد الانتخابات الرئاسية عام 2012 تولى الاخوان المسلمون الحكم وقامت شرعية على أساس ديمقراطي فالشعب كان يريد حكما يعيد له إحترامه لذاته ويعيد لهم حقوقهم وان تتم إدارة الأمور بطريقة صحيحة تعالج الفشل الذى حدث؛ إلا ان هذا لم يحدث وزاد الفشل. وقال: “كنا نخشى من أن الخلل الذى حدث وأدى لثورة يناير يتبعه خلل اكبر فلا يوجد وضوح للرؤية أو هدف محدد لاننا كنا نعانى من خلل فى إدارة البلاد تفاقم خلال فترة حكم الإخوان وأصبحت مصر أكثر اضطرابا من ذى قبل". وأضاف موسى أن الشعب قام بثورة حقيقة يوم 30 يونيو خوفا على مصر و طلبا للحفاظ عليها، مؤكدا انه كان من أوائل المعارضين لحكم الإخوان المسلمين بعد أن تبين له انه لا يوجد أمل فى ان يقوموا بإصلاح لمصر وغير مقبلين على ذلك مؤكدا ان فشلهم فى جميع المجلات كان واضحا حتى عند وضع الدستور الذى كتب أثناء توليهم الحكم حيث تم إقصاء لشخوص بنص دستورى ولكننا عملنا على إصلاح ذلك بخارطة الطريق التى بدأت فى بناء مصر بطريقة سليمة ولم نقصي أحدا.