ذكر موقع "ميدل إيست مونتيور" البريطاني أن رئيس وزراء الحكومة الليبية في مدينة طبرق عبد الله الثني زار الإمارات الثلاثاء, في إطار الاستعدادات لتدخل عسكري "مصري - إماراتي - فرنسي" وشيك ضد الجماعات الإسلامية في ليبيا. وأضاف الموقع في تقرير له في 16 سبتمبر أن الدول الثلاث تستعد للتدخل البري في شرق ليبيا, مشيرا إلى أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، تعهد خلال زيارة الثني بتوفير التمويل اللازم للقوات المصرية, التي ستقوم بتنفيذ "الغزو البري". وتابع الموقع أن العملية العسكرية الممولة من الإمارات، تتضمن قيام فرنسا بتوفير الغطاء الجوي بالتزامن مع تقدم قوات مصرية إلى الأراضي الليبية من أجل تمكين اللواء الليبي خليفة حفتر وحسم المعركة ضد المسلحين الإسلاميين في بنغازيوطرابلس, على غرار ما فعلته فرنسا سابقا ضد الجماعات الإسلامية في شمال مالي, بتمويل إماراتي. وكانت وثيقة مسربة نشرتها قناة "الجزيرة" كشفت تحرير اتفاقية تعاون عسكري بين الحكومة المصرية ووزارة الدفاع في حكومة طبرق الليبية, التي يترأسها عبد الله الثني. وتسمح الاتفاقية للطرفين باستخدام المجال الجوي لكليهما لأغراض عسكرية وإرسال عسكريين على الأرض. وتحمل الوثيقة الصادرة بتاريخ 4 سبتمبر الجاري عنوان "اتفاقية تعاون عسكري استراتيجي مشترك بين مصر ودولة ليبيا" التي يقصد بها جزء من البرلمان الليبي المجتمع في مدينة طبرق وحكومة عبد الله الثني التي يمثل اللواء المتقاعد خليفة حفتر ذراعها العسكري, وتسيطر على أقل من 10% من الأراضي الليبية. وحددت مدة الاتفاقية بخمس سنوات قابلة للتجديد، وفتحت المجال لانضمام طرف ثالث يتوافق عليه الطرفان. وتنص الاتفاقية على أن أي اعتداء أو تهديد يقع على أي منهما يعتبر اعتداء على الآخر، وتتخذ على أثره جميع التدابير بما في ذلك استخدام القوة المسلحة. وجاء في البند الخامس لملحق الاتفاقية أن التصريح بالمرور في المجال الجوي العسكري يتم بمجرد تقديم طلب لوزارة الخارجية، بينما تنفذ الطلعات في مسارات الطيران المدني والعسكري في جميع الأوقات على أن يتحمل الجانبان الكلفة المادية. ويأتي الكشف عن هذه الوثيقة في ظل أنباء عن تدخل النظام المصري في الصراع الدائر بليبيا، وهو ما تنفيه الحكومة المصرية. وأعلنت حكومة عمر الحاسي المنبثقة عن المؤتمر الوطني الليبي العام في 16 سبتمبر أن مسودة اتفاقية التعاون العسكري المشترك بين حكومة تسيير الأعمال الليبية (في طبرق) ومصر، تمثل انتهاكا صارخا لسيادة الدولة الليبية. جاء ذلك في بيان صحفي ألقاه خليفة الغويل النائب الأول لرئيس حكومة الإنقاذ الوطني الليبية برئاسة الحاسي. كما أدانت حكومة الحاسي ما سمته "الاعتداء الآثم" المتمثل في قصف طائرات مجهولة لمواقعَ تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي في مدينة غريان جنوب العاصمة طرابلس. واعتبر الحاسي أن ما حدث يمثل "انتهاكا صارخا" لهيبة الدولة الليبية ولكافة المواثيق الدولية ويعد "تدخلا" في الشؤون الداخلية الليبية، محذرا من أن استمرار قصف المدن الليبية بطائرات مدعومة من قبل قوى خارجية -على حد وصفه- ينذر بإشعال حرب أهلية. وكان مراسل "الجزيرة" في ليبيا أفاد بأن طائرات مجهولة قصفت الثلاثاء موقعين تابعين لقوات فجر ليبيا وسط مدينة غريان، مما أدى إلى تدمير أحد مخازن الذخيرة وانفجار ما فيه من صواريخ، كما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص بجروح. وأعلنت قوات حفتر قصفها لمواقع في المنطقة.