قال الكاتب والصحفي الإسرائيلي يسرائيل هرئيل، إنه عرض منذ سنوات خلال فترة تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك السلطة اقتراحًا على الحكومة الإسرائيلية، بأن تمنح مصر الفلسطينيين جزء من أراضيها لإقامة دولتهم الجديدة. وأوضح أنه قدم في مقال له بصحيفة "هاآرتس" العبرية هذا المقترح خلال مشاركته بمؤتمر هرتسيليا للأمن القومي بتل أبيب. وكانت مصر قد نفت منذ أيام تقارير إسرائيلية زعمت أنها صر عرضت على محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية 1600 كم من أراضي سيناء للدولة الفلسطينية المقبلة. وأضاف هرئيل -رئيس مركز الاستراتيجية الصهيونية الإسرائيلي- "لقد اقترحت أن تمنح مصر والتي تمتد أراضيها لأكثر من مليون كيلو متر، غالبيتها غير مقطونة، 10 آلاف كيلو متر للفلسطينيين، وحينها سيحظى الآلاف منهم برخاء مادي واقتصادي، أليس المصريون هم أشقاء الفلسطينيين في العقيدة والأصل والقومية". وتابع "قلت في مؤتمر هرتسيليا إنه إذا انسحبت تل أبيب لحدود 67، لن يحصل الفلسطينيون على أراضي واسعة، بل حوالي 5500 كيلو متر مربع، وهو الأمر الذي لا يكفي لقيام دولة قابلة للحياة والاستمرار". وأضاف "قلت أيضًا إن النقص في الأراضي سيؤدي إلى اضطرابات عديدة ستصل إلى قلب إسرائيل، ويمكننا إقناع الأمريكيين وباقي الأطراف البارزة في العالم بمنطق هذا المقترح، هؤلاء يمكنهم التأثير على الرئيس حسني مبارك، الذي يعتمد عليهم". ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن بعض المشاركين في المؤتمر الأمني سخروا من مقترحه، بل ووصل الأمر بالسفير الأردني إلى الاحتجاج بصوت عال، ومغادرة القاعة وورائه نظيره المصري. وختم مقاله بالقول إن "حكومة إسرائيل لم تعلق رسميًا على استعداد الرئيس المصري لمنح أراضي سيناء للفلسطينيين ورفض محمود عباس، ويبدو أن تل أبيب يصعب عليها التعافي من خطوات السيسي الذي لا يكف عن مفاجئتها؛ هذه المرة هو مستعد لمنح أراضي للدولة الفلسطينية وبهذه الطريقة أعفى تل أبيب من تحمل المسئولية وحدها". وقال "لو كان السيسي قد عرض اقتراحه هذا في مؤتمر هرتسيليا الإسرائيلي للأمن القومي، لكان جزء من المشاركين من المؤسسات الأمنية والاقتصادية والأكاديمية والسياسية، لكانوا نظروا إليه على أنه رجل غريب، إن لم يكن أسوأ من ذلك".