دشن شبابنا العفاريت صفحة علي الفيس بوك بعنوان ( عاوز عروسة مدنية ذات مرجعية إسلامية ) تماشيا مع الصيحة الجديدة في الحديث حول الديني والمدني ، اختلف الشباب في تحديد المعني المقصود ، فمنهم من قال ( متدينة ولكن ليست معقدة ) ومنهم من قال ( متدينة ذات روح مرحة وشخصية لطيفة وليست 111 ) و (111 ) كناية عن الحاجبين المعقودين لزوم التكشيرة الجادة ، ويبدو أن تلك النظرة لا تعكس لدي الشباب الجدية بل معاني أخري ليست مستحبة وتبعث الكآبة . يقول الشاعر : ياعاقد الحاجبين علي الجبين اللجين إن كنت تقصد قتلي قتلتني مرتين لكن هذه النظرة بالنسبة لشبابنا الجديد لاتقتل فقط مرتين ولكنها ذات قوة قتل ثلاثية . أحدهم قال ( أجمل ما في المرأة أنوثتها ولا أريد من تتناسي ذلك الجانب ) في تقديري أن الشباب يدركون أن للإنسان الجذاب أبعادا متعددة تعمق شخصيته وتثريها ، أما الشخصية التي تقتصر في تكوينها علي بعد واحد فهي تتسم بالسطحية وتصبح صحبتها مملة وتشعرك أن هناك بعدا هاما مفقودا ، هو لا يريد أن يتزوج من تقوم بدور المطوع الذي يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فقط ، ولكنه يريد إنسانة متكاملة . الفتاة المنشودة كما فهمت هي التي تتحرك وسط أبعاد شخصيتها كلها دون أن تغفل منها شيئا ، هي امرأة مسلمة معاصرة مصرية ، هذه هي ملامحها وتلك هي حدودها ، امرأة تعتز بأنوثتها وتتصرف دائما علي هديها ولا تدعي أبدا أنها بمائة رجل ، هذا ليس مدحا فلقد خلقت امرأة ويجب أن تظل كذلك ، فإذا خرجت للحياة فإن حجابها هو الستار الذي تسبغه علي أنوثتها وتخرج للحياة كإنسانة وليس كأنثي . وهي مسلمة يقع اسلامها في صميم قلبها ويحركها دائما في كل حركاتها وسكناتها دون أن تعتقد يوما أن كونها متدينة يمنحها حقوقا علي غيرها من الناس أو يجعلها تمارس نوعا من التسلط علي غيرها ، أفضل وسيلة للتأثير في الغير هو السلوك العملي الحضاري المحترم الذي يجعل منك نموذجا يحتذي دون تسلط أو استعراض . وهي معاصرة تحيا هذا العصر بكل ما فيه من ظروف وتناقضات وعليها أن تواكبه وتنتقي من معطياته ما يتفق مع كونها امرأة مسلمة ، وأهم هذه المعطيات الحديثة أن يكون لها دور ، قل لي ما حجم تأثيرك في محيطك أقول لك من أنت ، التأثير المطلوب هو العمل الذي يعود بالنفع علي الغير ، هو أن يفتقدك من حولك إذا غبت وهو أن يفرح الجميع بوجودك لأنك دائما مصدر فائدة وراحة وخير لمن حولك ، ولم يعد مناسبا أبدا أن يظل أحدا عاطلا يعيش علي هامش الحياة ويمضغ ملله وشعوره بافتقاد الدور فيوجه طاقته الحبيسة لإثارة المشاكل أو تبديد الوقت فيما لايفيد ، وإذا كان الاتجاه الغالب حاليا هو الاكتفاء بدور المرأة داخل بيتها فإن الاحتياط الواجب هو ألا يتحول ذلك لمجرد تبرير للكسل والبطالة ، داخل البيت هناك أعظم دور للمرأة علي الإطلاق وهو دور الزوجة والأم وربة البيت وهو دور لو مارسته المرأة كما يجب سوف يملأ حياتها ويطور شخصيتها ويمنحها حكمة الفلاسفة لأنه مركب من مهن عديدة ومهارات متشابكة وكل ذلك لمن أعطته حقه . وأخيرا هي مصرية تنتمي لوطنها وتتابع شئونه وشجونه وتسعي لنهضته ورفعته وتسهم بتطوير نفسها ليتطور الوطن الذي تعد المرأة أهم حلقاته وأكثرها تأثيرا في ضعفها وقوتها . أطرف تعليقات الشباب من يقول ( عاوزها فاهمه مش حافظه ) و ( عاوزها بعيدة كل البعد عن الزن والنكد ولا تفتح لي محاضر س وج ) سوف تقول الفتيات ولماذا لا توجهين حديثك للشباب عن مواصفات البنات في فتي الأحلام ؟ أقول لأن الشباب اتحركوا وعملوا صفحة و عبروا عن أنفسهم فحاولت فهمهم ، أنتن يا زهرات الجيل البارعات ماذا في رؤوسكن الجميلة ؟ [email protected]