أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، أن فكر داعش بعيد تمامًا عن المصريين لأن الأزهر الشريف بكل مؤسساته يقف حارسًا أميناً لكل فكر متطرف، كما أن طبيعة المصريين ترفض هذه الممارسات التى تخالف الشريعة الإسلامية والطبائع الإنسانية السوية. وأضاف فى حوار تليفزيونى مع قناة "العربية" أن الجهاد مصطلح شريف فى الشريعة الإسلامية، ولكن يجب تحرير هذا المصطلح وتوضيح الفهم الصحيح له بأنه يكون تحت راية الدولة مع الالتزام الكامل بأخلاقيات الجهاد فى الإسلام والتى وضعها النبى صلى الله عليه وآله وسلم حتى يحافظ على الأرواح والبنيان الإنسانى فأمر عند لقاء العدو ألا يقتل أعزل ولا رجل كبير ولا امرأة ولا أطفال ولا راهب ولا مزارع فى حقله، ولا تهدم كنائس أو أديرة ولا عمران ولا تقطع شجرة. وأشار علام، إلى أن ما يحدث الآن من قِبَل المنظمات الإرهابية باسم الجهاد بعيد تمامًا عن هذا المعنى، ولم يدع الدين الإسلامى يومًا للقتل أو الهدم والتخريب. وقال علام، إن دار الإفتاء المصرية استنكرت أن يطلق اسم "الدولة الإسلامية" على هذا التنظيم الإرهابى فى وسائل الإعلام، وطالبنا باستبداله باسم "منشقو القاعدة"، لافتًا إلى أن دار الإفتاء قامت برصد تلك الأفكار الشاذة والرد عليها، وأن مرصد التكفير بدار الإفتاء قد رصد 150 فتوى متطرفة خلال الأشهر الثلاثة الماضية وقامت بالرد عليها. وثمن علام مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بإنشاء مركز دولى لمكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن الدار تضع كافة إمكانياتها العلمية والشرعية وتسخرها لخدمه هذا الكيان المهم. وأشار علام، إلى أن دار الإفتاء تستقبل الفتاوى بعشر لغات كان آخرها اللغة السواحيلية وتقوم بالرد عليها، هذا فضلاً عن 1500 فتوى تستقبلها الدار يوميًا داخل مصر وهو ما يؤكد مكانة الدار وثقة الناس فيها فى مصر والعالم أجمع. وأكد علام، أن دار الإفتاء تفتح أبوابها لكل من يريد أن يستوضح رأى الشرع فى أى مسألة بكافة الوسائل المتاحة سواء بالحضور إلى دار الإفتاء أو إرسالها عبر البريد الإلكترونى أو الاتصال الهاتفى أو أى وسيلة أخرى متاحة. واعتبر علام، أن إثارة تلك الموضوعات التى تثير الفتن وتطعن فى الثوابت عند المسلمين فى هذا التوقيت بالذات أمر مقصود حتى وإن لم يكن لها أساس من الصحة لشغل الأمة عن قضايا التنمية والبناء. وحول دور دار الإفتاء والمفتى فى مسألة أحكام الإعدام شدد علام على أنه يجب ترسيخ ثقافة احترام أحكام القضاء، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء حلقة من حلقات المحكمة ويجب أن يحاط تقرير المفتى بسرية تامة. ولفت علام، إلى أن المفتى ينظر قضايا الإعدام من الناحية الشرعية فقط، بغض النظر عن الأشخاص فى تلك القضية، مشيراً إلى أنه يتعامل مع الأوراق التى تقدم له من قبل المحكمة ويقوم بدراستها من الناحية الشرعية ثم يصدر تقريره فيها. شاهد الفيديو: