استقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في مقر رئاسة الجمهورية بضاحية مصر الجديدة شرقي القاهرة، اليوم الأحد، وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة. وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، إيهاب بدوي، إن وزير خارجية الجزائر سلم الرئيس السيسي رسالة خطية من نظيره الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، تضمنت الإشارة إلى حرص الجزائر على تطوير وتعميق علاقاتها مع مصر، وذلك من خلال عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين على مستوى رئيسي الوزراء في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، فضلا عن تناول مختلف القضايا الإقليمية، وبينها الأوضاع في كل من ليبيا وقطاع غزة والعراق وسوريا، إلى جانب أهمية النهوض بالعمل العربي المشترك، ودعم الجهود المبذولة لإصلاح وتطوير جامعة الدول العربية. وتحدث السيسي، بحسب بدوي، مع الوزير الجزائري عن أن مصر حريصة على الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي بين البلدين، وتطوير علاقاتهما الثنائية كعلاقات استراتيجية تأخذ في الاعتبار، ضمن أمور أخرى، أهمية العمل سوياً على تحقيق السلم والأمن الإقليمي، حفاظا على المصالح المشتركة وتحقيقاً لطموحات الشعبين الشقيقين. وقال إن الأمة العربية الآن في أزمة، ويتعين على الدول التي مازالت محتفظة بمقومات الدولة أن تضطلع بمسئوليتها التاريخية إزاء حفظ الأمن القومي العربي وصون مقدرات الدول العربية التي تواجه أزمات تهدد وجودها. وأضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن تولي علاقاتها مع كافة دول المغرب العربي أهمية متقدمة في سياستها الخارجية، لا سيما في ظل خطورة الأوضاع في ليبيا وضرورة مساندة البرلمان الليبي الجديد، للتغلب على النزعة العشائرية التي خلفها النظام السابق في ليبيا. وتشترك كل من مصر والجزائر في حدود مع ليبيا، التي تعاني أوضاعا أمنية متردية بلغت ذروتها خلال الأسابيع القليلة الماضية في ظل اقتتال دموي بين كتائب متصارعة على بسط السيطرة في عدة مدن، ولا سيما طرابلس وينغازي. وأجرى السيسي، اليوم الأحد، اتصالا هاتفيا برئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح عيسى، دعاه خلاله إلى زيارة مصر "في مستقبل قريب"، بحسب بدوي. وجاء هذا الاتصال بعد ساعات من إعلان البرلمان الليبي قوات عملية "فجر ليبيا" وتنظيم "أنصار الشريعة"، "جماعتين إرهابيتين"، وذلك عقب إحكام تلك القوات، التي يغلب عليها الإسلاميون، سيطرتها على مطار طرابلس (غرب) الدولي، وطرد قوات مؤيدة للواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر. وتتصدى قوات "فجر ليبيا" لقوات عملية "كرامة ليبيا"، التي أطلقها حفتر منتصف مايو/ أيار الماضي بدعوى السعي إلى "تطهر ليبيا من المتطرفين"، بينما تقول أطراف أخرى ليبية إن تحركات حفتر تمثل "محاولة انقلاب عسكري على السلطة". ولا تعترف قوات "فجر ليبيا" بالبرلمان الليبي، الذي يعقد جلساته في مدينة طبرق (شرق)، إحدى المدن المؤيدة لحفتر، واتهم متحدث باسم تلك القوات، مساء أمس السبت، مصر والإمارات بالتورط في قصف جوي استهدف مواقع للإسلاميين في طرابلس دعما لقوات حفتر، وهو ما نفته كل من القاهرة وأبو ظبي اليوم.