الخرطوم تتوسط بين القاهرة وأديس أبابا حول سد النهضة مقابل ترتيبات على الحدود مع مصر تستضيف العاصمة السودانية الخرطوم غدًا، اجتماعات اللجنة الوزارية الثلاثية لسد النهضة الإثيوبي التي تضم السودان ومصر وإثيوبيا، وهي الاجتماعات الرابعة من نوعها التي تبحث سبل حل خلافات في وجهات النظر بين الجانبين المصري والإثيوبي. وكانت إثيوبيا بدأت في مايو الماضي تحويل مجرى قطاع من النيل الأزرق حتى يتسنى لها إنشاء سد للطاقة الكهرومائية (سد النهضة)، بعد أن وقعت ست من دول منابع النهر على اتفاقية في مدينة (عنتيبي) الأوغندية في مايو 2010، لاقتسام موارده، ومنحت مصر والسودان مهلة عامًا واحدًا للانضمام إلى المعاهدة، الأمر الذي يثير قلق دول المصب التي تعتمد على أطول نهر في العالم في الحصول على المياه. ونقلت وكالة "قدس برس" عن مصادر سودانية وصفتها بأنها "رفيعة المستوى" وطلبت الاحتفاظ باسمها، أن القاهرة تريد من الخرطوم أن تساندها في مطالبها بشأن إيجاد ضمانات كافية حيال عدم تأثر مصر من سد النهضة، ولحل الخلاف المصري الإثيوبي الذي لا يزال قائمًا على الرغم من عقد ثلاث اجتماعات مطولة بعد تشكيل لجنة خاصة بمتابعة هذا الخلاف. وذكرت المصادر أن الخرطوم قبلت بلعب هذا الدور من أجل تهدئة الأجواء بين القاهرة وأديس أبابا، لكنها أيضًا تريد من مصر ترتيبات مهمة بشأن الخلافات الحدودية القائمة بين السودان ومصر ولاسيما في منطقة حلايب. وأضافت: "الوساطة السودانية بين مصر وإثيوبيا بشأن الخلاف حول سد النهضة، لا تعني أن العلاقات بين الخرطوموالقاهرة قد أسدلت الستار عن خلافات بشأن الوضع السياسي في مصر بعد الانقلاب، ولا بشأن تباين وجهات النظر إزاء التعامل مع قطاع غزة"، على حد تعبيرها. وكانت الخارجية المصرية ذكرت أن وزير الخارجية سامح شكري كان قد اتصل يوم الخميس الماضي هاتفيا مع نظيره الإثيوبي تيودروس أدهانوم وذلك في إطار التشاور المستمر بين الوزيرين بمناسبة قرب انعقاد اللجنة الفنية الثلاثية في الخرطوم برئاسة وزراء الموارد المائية في كل من مصر والسودان وإثيوبيا، وأهمية أن تعكس هذه الجولة الروح الإيجابية التي سادت خلال لقاء القمة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين وتدشين مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية في إطار تحقيق المصالح المشتركة للبلدين. واتفق الوزيران خلال الاتصال علي استمرار التواصل بينهما خلال اجتماع اللجنة الثلاثية والإسهام في تسيير المفاوضات إذا ما لزم الأمر. وأكد شكري خلال الاتصال حرصه علي زيارة إثيوبيا في وقت مبكر لتقييم ما يتم الاتفاق عليه، ومناقشة مجمل العلاقات الثنائية ووضع إطار عام لتطويرها في مختلف المحالات، فضلا عن تناول قضية سد النهضة ومصالح مصر المائية.