( لهذا تخاف نظم الاستبداد من أردوغان ) هذا عنوان مقالة نشرت يوم الاربعاء 13/8/2014 للاستاذ القدير والمتميز في الصحافه المصريه والعربيه في كتاباته وطرحه الاستاذ جمال سلطان أعجبني جدا ذلك المقال و قرأته أكثر من مره ... ولكنه حرك شجون كثيرة في نفسي .. فأردوغان لم يكن طريق وصوله الى قيادة تركيا مفروشا بالورود والرياحين بل كان نتيجة صبر ومعاناة ودأب لايكل ولا يمل ولا يستسلم لعاديات الزمن من المتربصين به .. بدأت المعاناه من أيام نجم الدين أربكان وحزبه الرفاه الذي فاز بالاغلبيه في عام 1996 لكن لم يكمل عام حتى ضغط الجيش عليه حتى إستقال وبعدها في عام 98 تم حظر حزب الرفاه و قدم أربكان للمحاكمه وصدر حكم بمنعه من مزاولة النشاط السياسي لمدة خمس سنوات فلجأ إلى المخرج التركي التقليدي ليؤسس حزبا جديدا باسم الفضيلة بزعامة أحد معاونيه وبدأ يديره من خلف الكواليس لكن هذا الحزب تعرض للحظر أيضا في عام 2000م لم يفقد أربكان الامل فعاد من جديد ليؤسس بعد انتهاء مدة الحظر في عام 2003م حزب السعادة لكن خصومه من العلمانيين تربصوا به ليجري اعتقاله ومحاكمته في نفس العام بتهمة اختلاس أموال من حزب الرفاه المنحل وحكم على الرجل بسنتين سجنا وكان يبلغ من العمر وقتها 77 عاما. عام 1994 رشح حزب الرفاه أردوغان إلى منصب عمدة إسطنبول، واستطاع أن يفوز في هذه الانتخابات خاصةً مع حصول حزب الرفاه في هذه الانتخابات على عدد كبير من المقاعد عام 1998 اتهُم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية من قبل المتربصين به فتسببت في سجنه ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية ومنها الترشيح للانتخابات العامة بسبب اقتباسه أبياتاً من شعر تركي أثناء خطاب جماهيري لم تثنِ هذه القضية أردوغان عن الاستمرار في مشواره السياسي بل نبهته هذه القضية إلى كون الاستمرار في هذا الأمر قد يعرضه للحرمان للأبد من السير في الطريق السياسي كما حدث لأستاذه نجم الدين أربكان فاغتنم فرصة حظر حزب الفضيلة لينشق مع عدد من الأعضاء منهم عبد الله غول وقاموا بتأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001 وضح منذ ذلك الوقت ذكاء ودهاء أردوغان لانه أراد بذلك أن يدفع عن نفسه أي شبهة باستمرار الصلة الأيديولوجية مع أربكان وتياره الإسلامي الذي أغضب المؤسسات العلمانية مرات عدة فأعلن أن العدالة والتنمية سيحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يدخل في مماحكات مع القوات المسلحة التركية وقال : سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا. خلال فترة تولي رجب طيب أرودغان رئاسة بلدية اسطنبول عام 1994 عمل على تطوير البنية التحتية للمدينة وانشاء السدود ومعامل تحلية المياة لتوفير مياة شرب صحية لابناء المدينة وكذلك قام بتطوير انظمة المواصلات بالمدينة من خلال انشطة شبكة مواصلات قومية وقام بتنظيف الخليج الذهبي (مكب نفايات سابقا) واصبح معلم سياحي كبير وبهذه الطريقة استطاع أرودغان تحويل مدينة اسطنبول الي معلم سياحي كبير لا يمكن أن يوصف ما قام به إلا بأنه انتشل بلدية اسطنبول من ديونها التي كانت تبلغ ملياري دولار إلى أرباح واستثمارات وبنمو بلغ 7%، بفضل أمانته وصدقه وإخلاصه ويده النظيفة وبقربه من الناس لا سيما العمال ورفع أجورهم ورعايتهم صحيا واجتماعيا. خلال فترة رئاسته بلدية اسطنبول حقق أردوغان إنجازات للمدينة، الأمر الذي أكسبه شعبية كبيرة في عموم تركيا. يقال أنه سئل يوما كيف أستطعتوا أن تصلوا بتركيا الى هذا المستوى ؟ فأجاب بكلمتين قال : نحن لا نسرق: لكن المهم هل وصل أردوغان وفريقه بتركيا الى هذا المستوى بين عشية وضحاها !؟ الاجابه هي لا ... بل بعد سنين من العمل الجاد والمخلص والمتقن كل ذلك مشمولا بالامانه وبإختيار الكفاءات وأصحاب الاختصاص . كل عربي ومسلم يعشق الحريه المنضبطه بالشرع والقانون ويحب أن يسود العدل الذي به يتحقق الامن والامان والاستقرار للمجتمع كتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبدالعزيز يطلب منه مالاً ليبني سوراً حول عاصمة الولاية، فقال له عمر : «وماذا تنفع الأسوار؟ حصِّنها بالعدل، ونقِّ طُرُقها من الظلم». ... فمتى ما تحقق ذلك كان أرضا خصبه للنمو والتنميه والنهضة والتطور ولتهافت رأس المال للاستثمار. من منا ينسى مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشهيره ( متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) وقد نسي الكثيرون أن من تسبب بإطلاق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتلك الصيحه المدويه في التاريخ هو مواطن مصري عندما قامت ثورة 25 يناير فرحنا فرحا عظيما ... أولا لزوال الظلم والاستبداد والاستعباد عن مصر وشعبها الابي الصابر وثانيا لما يمثله الامل بنهضة مستحقه لمصر سوف يكون تأثيرها للعرب إيجابيا وسريعا للدور القيادي والطليعي المؤثر لمصر في الامه .. ورغم زحم الثوره الهادر إلا أن الامور سارت بصعوبه بسبب تلكؤ المجلس العسكري ولكن بسبب الضغط الشعبي سارت الامور كما يريد الشعب فتم إجراء الاستحقاقات الانتخابيه فجرى إنتخاب رئيس ولا يهم من يكون الرئيس سواء كان زيدا أو عبيدا فالمهم أن الشعب إختاره برضى وقناعه في إنتخابات حره ونزيهه وتم إنتخاب مجلس النواب وبعده مجلس الشورى وإعتمد الشعب الدستور بنسبة تقارب 64% لكن يا ترى هل نعلم حقيقة ماتعرض له هذا الرئيس المنتخب من الشعب بشكل دقيق في سنة حكمه ؟ وهل نعلم خبايا وخفايا ماحصل ؟ هل نعلم ما تعرض له هذا الرئيس من معوقات وعمليلت أفشال منظمه وممنهجه ومخطط لها هي في حقيقتها تهد الجبال الراسيات وهي لا تخفي على كل ذي بصر وبصيره !! للاسف الكثيرين صدقوا الاعلام المتحامل في تشويه وتزييف الحقيقه وتعميه الشعب الطيب .... لا أتصور أن كل ذي بصر وبصيره يمكن أن يعتبر ما جرى في 30 / 6 ثوره !؟ في الحقيقه هي أشبه بحفلة كومبارس ( مخرجها كان موجودا ومعروف ) هناك من خرج لاسباب لا يعلمها إلا الله !! وهناك من غيب الاعلام المتحامل الحقيقه عنه لان الامور حيكت بطريقه تصاعديه متدرجه حتى وصلوا الى افتعال مشاكل حياتيه للناس لكي يهيجوا ويجيشوا هؤلاء وفق ما يريدون عن طريق اعلام متحامل بشكل فج وفاضح ولم يكن يفكروا في مصلحة مصر وشعبها هذا الرئيس تولى قيادة البلاد بحكم صندوق الانتخاب ... ومجلسي الشورى والنواب أيضا بحكم صندوق الانتخاب وأقر الدستور بأغلبيه تقارب 64% ... هل الديمقراطيه يمكن أن تجزأ !؟ فنقبل منها ما نريد ونرفض مالا يتوافق مع رغبتنا ! هل عندما يفوز مثلا حزب المحافظين ببريطانيا بالانتخابات ويكلف رئيس الحزب بتشكيل الحكومه هل من حق حزب العمال الخاسر في الانتخابات أن يطالب رئيس الحكومه بإختيار وزراء الحكومه مناصفة بين الحزبين !؟ الرئيس الذي يفوز حزبه بالاغلبيه من حقه وهذا في كل الانظمه الديمقراطيه ان يستعين على تنفيذ برامجه وخططه بمن يرى أنه متوافقا معه وقادرا على تنفيذ ذلك لا أن يجبر على أن يستعين بمن قد يضع العصي بالدواليب لاعاقة المسيره ... وبما أن فترته في الحكم وفق الدستور هي اربع سنوات فبعدها يحكم الشعب له او عليه عبر صندوق الانتخاب لكن من فشلوا في نيل ثقة الشعب تصوروا أن مصر غنيمة وأرادوا أن يكون لهم نصيب من تلك الغنيمه !!! هنا حدث تقاطع في المصالح بين الاضداد بين من فشلوا في نيل ثقة الشعب من جبهة تدعي انها للانقاذ وفلول مبارك كل هذا مع طرف خفي يحرك هؤلاء كما العرائس وايادي أخرى الله أعلم بها فهبوا لاغتيال مصر واغتيال حلم شعبها بعد أن تحقق المطلوب ...أين البرادعي الان ؟ أين صباحي ؟ أين السيد البدوي ؟ أين ... أين .... أين ؟ لقد ذهبوا جميعا مع الريح!!! فماذا عليهم لو أنهم صبروا محبة لمصر وشعبها ولحماية ذلك المولود الجديد ( الديمقراطيه ) بدلا من المساعده على وأدها وهي في مهدها ! ألم يعلموا أن المجرب لايجرب !!! مالذي عمله العسكر لمصر منذ عام 1952 ؟ ماذا حققوا لها من تقدم وتنميه وتطور صناعي وزراعي وإقتصادي ؟؟؟ ويبلغ العجب ذروته عندما ترى ان اسرائيل وهي العدو المفترض لمصر والامه هي من يدعم الانقلاب بل الادهى والامر انها تطلب من امريكا دعم الجيش المصري وعدم ايقاف المعونه السنويه وذلك عندما دار لغط كثير حول إمكانية إيقاف المعونه هل يعقل ان عدو يطلب من الاخرين دعم جيش عدوه !!! ؟؟؟ من أنشأ حركة تمرد في ذلك الوقت ؟ ومن صرف عليها ؟ ماالذي حدث في بيت حسب الله الكفراوي وفي اي يوم وفي اي ساعه ؟ ومن الذي اوعز اليهم وطلب منهم الاجتماع وحدد لهم ماذا يعملون بل وماذا يكتبون !؟ كل هذا اوضحته مفصلا منى مكرم عبيد وهذا موجود على مواقع اليوتيوب ؟ والله إن الامر كبير وخطير هو في الحقيقه إستهداف لمصر وشعب مصر يجب أن نتذكر أن هناك من يقرأ التاريخ ويعرف ويعي ويدرك ماذا يعني أن تنهض مصر ولذلك إستخدم هؤلاء ما يسمى القوه الناعمه لاعادة مصر الى المربع الاول أو الى ما قبله !!!