رجل يستطيع العثور على رقم الضمان الاجتماعي لجورج بوش الأب واسم والدة الممثل ليوناردو ديكابريو خلال أقل من 15 ثانية وقاد ال «إف بي آي» في عملية تعقب دامت ثلاث سنوات اخترق بها الأنظمة الحاسوبية لعدد من أكبر شركات العالم. إنه كيفن ميتنيك، أحد أشهر قراصنة الكمبيوتر أو «الهاكرز» في العالم وقد لمع اسمه بعد اختراقه لشبكات الكمبيوتر لشركات كبرى مثل «صان مايكروسيستمز» و«موتورولا» وقيامه بسرقة برمجيات مهمة منها. والآن يجوب «الهاكر» الأمريكي ميتنيك العالم ليدرّب الشركات على كيفية حماية أنظمتها من الأشخاص الخطرين الذين يمتلكون مهارات قرصنة مثل مهاراته. بدأ ميتنيك، الذي يناهز الأربعين من عمره الآن في اختراق أنظمة الهاتف وهو في سن المراهقة ثم تحول إلى اختراق أنظمة الكمبيوتر لكنه يقول إنه لم يستخدم مهاراته هذه لسرقة أي مال أو التسبب عمداً بأي أضرار لأية شركة وانما كان يقوم بهذا لمجرد الشعور بالإثارة. لكن هذه الهواية وضعت اسمه على قائمة أخطر المطلوبين لدى ال «إف.بي.آي» ثم أودعته السجن لخمس سنوات في فترة التسعينيات. وبعد إطلاق سراحه، كانت السلطات تحظر عليه الإبحار على شبكة الانترنت ولقد ألف منذ ذلك الحين كتابين عن فنون اختراق الأنظمة الأمنية للشبكات الحاسوبية وأسس شركة استشارات لأمن تكنولوجيا المعلومات. المفارقة ان الشركات التي سرق ميتنيك أسرارها في الماضي تدفع له الآن لقاء قيامه باختراق أنظمتها الحاسوبية وارشادها إلى كيفية حماية أمنها الحاسوبي. ويقول ميتنيك ان التكنولوجيا الأمنية المتطورة يمكن ان تساعد في إبقاء الشبكات خالية من الفيروسات، لكن لا جدوى من هذا كله إذا استطاع «الهاكر» الاحتيال على موظفي الشركة أنفسهم وإقناعهم بإعطائه كلمات العبور السرية عن طريق تقمص شخصية زميل لهم في الشركة. وأشار خلال مؤتمر عن تكنولوجيا المعلومات عقد قبل أيام في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا إلى أن «الهاكرز يجدون الثغرة في الجدار الناري البشري وإن أكبر ثغرة أمنية هي الشعور الزائف بالأمان». وأكد انه استطاع في السابق اختراع أقوى أنظمة حاسوبية بالعالم عن طريق «الهندسة الاجتماعية» أو جمع المعلومات عن الموظفين ومن ثم الاحتيال عليهم لدفعهم إلى إعطائه معلومات بغاية السرية دون ان يتنبهوا إلى حقيقته المخيفة. وينصح ميتنيك الشركات بتثقيف موظفيها في شأن مخاطر الهاكرز الذين قد يتقمصون أي شخصية ويوصي بتطوير سياسات واضحة لحماية سرية البيانات والحصول على أفضل التقنيات لسدّ الطريق على الهاكرز.