أكد الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، أن صحيح البخاري قد اعتنى به صاحبه والأئمة من بعده عناية فائقة لم نجد لها مثيلًا، مشيرا إلى أنه يمكننا تقسيم صحيح البخاري إلى قسمين: الأول منهما بأسانيد وكله أحاديث صحيحة، والقسم الآخر دون أسانيد. وأضاف جمعه في بيان له اليوم الأحد، أن الإمام البخاري رحمه الله كان عندما يجد حديثين يختار أقواهما من حيث السند ويضعه في صحيحه، ويعلِّق عليه بأن هذا الحديث أسند والحديث الآخر أحوط، وعندما يقرأ أحدهم أن هذا الحديث قد أخرجه البخاري تعليقًا يظن أن البخاري قد ذكره نصا، وهو لم يذكره، فيظن وقتها أن هناك تدليسًا، وفي الحقيقة ليس هناك أيُّ تدليسٍ؛ فالبخاري قد أورد الحديث فعلًا، ولكنه أورده تعليقًا وليس نصا. ونفى مفتى الجمهورية السابق، وجود أي أحاديث تدل على انتحار الرسول، كما ذكر محمد على نصر على أحد الفضائيات، مؤكدا أن نصر فسر الحديث خطأً، فادعى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد الانتحار، مؤكدا أن ذلك الحديث ليس له أي إسناد. وقال جمعة، إنه قد يحدث حالة للعابد من الأُنْس بالله حتى يتمنى أن يلقى الله عز وجل من شدة اشتياقه وحبه له تعالى، وأن القلوب لها بابان، باب على الخلق، وآخر على الحق عز وجل، فعندما تدخل الأنوار الربانية إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأن باب الخلق قد أُغْلِق، فكان يستغفر الله عن ذلك لأنه مأمور بأن يعبد الله وأن يوصل رسالته للخلق. وتوجه المفتى السابق إلى الإعلاميين برسالة قائلا: "اجعلوا برامجكم فيها جاذبية، لكن لا تجعلوا بها إثارة تخفون بها الإنارة، ونحن نحتاج إلى العقول المستنيرة وأنتم عليكم دور كبير في ذلك. استعملوا حرية الرأي وحرية الفكر في البناء وليس في الهدم".