قال محمد سودان أمين العلاقات الخارجية في حزب "الحرية والعدالة" المنحل, إن ظهور الرئيس المخلوع حسني مبارك بهذا الشكل, الذي يوحي أنه يعامل معاملة جيدة, يجيء في إطار استعطاف الرئيس عبد الفتاح السيسي لأزلام مبارك, حتى يقدموا له الدعم. وأضاف سودان في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن خطاب مبارك الذي تم بثه الأربعاء عبر العديد من القنوات يعد جريمة أخرى في حق الشعب المصري. وكان مبارك قال الأربعاء خلال محاكمته بقضية قتل المتظاهرين إنه لم يُصدر أي أوامر بالقتل إبان الثورة الشعبية, التي أطاحت به من السلطة في 2011. وأدلى مبارك بمرافعة منقولة تلفزيونيا، وأنكر التهم الموجهة إليه، ووجه خطابا كأنه للأمة، أوضح فيه كيف تعامل إبان حكمه بكل حزم في مواجهة الإرهاب، وكيف حافظ على الدولة وحفظ كيانها. ووجه مبارك حديثه إلى القاضي -وهو يقرأ من ورقة مكتوبة- قائلا :"إن محمد حسني مبارك الماثل أمامكم اليوم لم يكن ليأمر أبدا بقتل المتظاهرين وإراقة دماء المصريين، لأي ظروف أو أسباب". ودافع مبارك -في كلمة هي الأطول له منذ عزله- عن سجل حكمه, الذي استمر ثلاثين عاما، مؤكدا أن "الحرب على الإرهاب ستنجح بفضل القيادة الحالية". وحددت محكمة جنايات القاهرة, التي تحاكم مبارك يوم 27 سبتمبر المقبل, موعدا لإصدار حكمها في قضيتيْ قتل المتظاهرين السلميين والفساد المتهم فيهما مبارك. ويواجه مبارك ووزير داخليته آنذاك حبيب العادلي وستة من مساعديه اتهامات بقتل مئات المتظاهرين أثناء الثورة، كما يواجه هو ونجلاه جمال وعلاء اتهامات بممارسة الفساد. وحُكم سابقا على مبارك بالسجن المؤبد في يونيو 2012، لكن الحكم جرى نقضه لاحقا في يناير 2013. ويتساءل البعض حول الأسباب التي دفعت المحكمة إلى إعطاء مبارك منصة يدافع فيها عن نفسه، ومغزى الكيل بمكيالين, حينما يتعلق الأمر بمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي حرم إيصال صوته للشعب.