قال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة، قيس عبد الكريم، إن "الجانب الفلسطيني أبلغ الجانب المصري بالموافقة علي مقترح الهدنة مع إسرائيل لمدة 72 ساعة"، اعتبارا من الساعة 21: 01 "ت.غ". ومضى عبد الكريم قائلا، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن "الجانب المصري أبلغنا أن إسرائيل وافقت هي الأخرى علي مقترح الهدنة، وأن الوفد الإسرائيلي سيحضر إلى القاهرة غدا (الإثنين) لاستناف المفاوضات" غير المباشرة مع الجانب الفلسطيني حول وقف دائم لإطلاق النار.
وتبدأ الهدنة، بحسب وزارة الخارجية المصرية في بيان مساء اليوم، الساعة 00: 01 غدا الإثنين بالتوقيت المحلي في قطاع غزة وإسرائيل (21: 01 ت.غ).
وقالت الخارجية المصرية إن الهدنة هي من "من أجل تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة، وإصلاح البنية التحتية، واستغلال تلك الهدنة في استئناف الجانبين للمفاوضات غير المباشرة بصورة فورية ومتواصلة، والعمل خلالها على التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم".
وأعرب عبد الكريم عن أمله في التوصل خلال المفاوضات إلي تتنفيذ المطالب الفلسطينية.
ومضى قائلا إن "الحديث عن وقف نهائي للإطلاق النار دون تنفيذ مطالبنا يجعل المنطقة مهددة دائما بعدم الاستقرار، لذلك فإن الحديث عن وقف النار دون تنفيذ هذه المطالب هو عمل غير مجد".
وتتضمن مطالب الوفد الفلسطيني: وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة إلى المواقع التي كانت فيها قبل الحرب، وإعادة العمل بتفاهمات 2012 (التي أنهت حربا إسرائيلية)، وفك الحصار على غزة بكافة صوره، وإنشاء ميناء بحري ومطار بغزة.
كما تتضمن تلك المطالب: السماح للصيادين بالصيد في بحر غزة، وإزالة المنطقة العازلة بين القطاع وإسرائيل، وإطلاق سراح الأسرى المحررين الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، وإطلاق سراح النواب المعتقلين، والدفعة الرابعة من الأسرى القدامى التي تراجعت إسرائيل عن الإفراج عنهم، بالإضافة إلى تقديم ضمانات عربية ودولية بعدم تكرار العدوان الإسرائيلي، والتزام تل أبيب بما يتم الاتفاق عليه.
وبشأن اتهام البعض للجانب الفلسطيني بعدم المرونة بسبب تمسكه بشرطي المطار والميناء، أجاب عبد الكريم، لوكالة الأناضول، بأن "هذين المطلبين تم الاتفاق عليهما بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي منذ 20 عاما وكان لدينا بالفعل مطار دمرته اسرائيل بالكامل سابقا، ومن ثم نعيد المطالبة بما تم الاتفاق عليه في السابق".
وعن مطالبة بعض الأصوات الفلسطينية للوفد بالانسحاب قبل طرح مقترح الهدنة الجديدة، قال: "نقدر كل الآراء، لكن نحن في مهمة وطنية متفق عليها من أغلب فصائل الشعب الفلسطيني، وقد تكون هناك أراء مخالفة، ونحن نحترمها".
على الجانب الإسرائيلي، نقلت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، مساء اليوم، عن مصدر مسؤول قوله إن "إسرائيل أبلغت مصر بموافقتها على وقف إطلاق النار".
ومضى المصدر، الذي لم تكشف القناة عن هويته، قائلا إن "وفدا إسرائيليا سيذهب إلى مصر صباح غد (الإثنين) لمواصلة المفاوضات حول هدنة متبادلة ودائمة".
وحتى الساعة 18: 49 "ت.غ" لم يصدر تعقيب رسمي من الحكومة الإسرائيلية على مقترح الهدنة المصري.
وكانت المفاوضات غير المباشرة، التي ترعاها مصر منذ نحو أسبوع، بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، قد توقف صباح يوم الجمعة الماضي، مع انتهاء هدنة ال72 ساعة، التي كانت القاهرة قد توصلت إليها بين الجانبين.
ولم يتمكن الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، عبر الوساطة المصرية، من التوصل، خلال الهدنة التي انتهت صباح الجمعة، إلى اتفاق على وقف دائم للإطلاق النار؛ جراء تمسك كل طرف بمطالبه.
وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن إسرائيلية، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على القطاع، منذ السابع من الشهر الماضي، أسفرت عن مقتل نحو 1939 فلسطينياً وإصابة حوالي 10 آلاف آخرين بجراح متفاوتة حتى اليوم، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، إضافة إلى دمار مادي واسع في القطاع، الذي يقطنه حوالي 1.9 مليون فلسطيني.
ووفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية، قُتل 64 عسكريًا و3 مدنيين إسرائيليين، بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قتلت161 عسكريا، وأسرت آخر.
ومنذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارا على غزة، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون نسمة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم غزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في يونيو/ حزيران الماضي.