قال زعيم عشائري، إن حلفاء من عشائر سنية للرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي أعدم نقلوا رفاته من قطعة أرض مملوكة للعائلة قبل ثمانية أشهر خوفًا من قيام ميليشيات شيعية بنبش قبره. ويبدو أن هذا الإجراء الاحترازي كان مفيدا لأنصار صدام وربما للعراق حيث كان من المؤكد أن تتحول التوترات بين السنة والشيعة إلى مزيد من العنف إذا جرى المساس برفات رجل مازال يتمتع باحترام طائفته. وقال زعيم من عشيرة البوناصر التي ينتمي إليها صدام ومسؤول شرطة لوكالة "رويترز"، إن ميليشيات شيعية اقتحمت موقع المدفن ومزقت صور الرئيس العراقي السابق ثم أشعلت النار في الموقع. وأضاف الزعيم العشائري الذي طلب عدم ذكر اسمه "نقلنا الرفات منذ ثمانية أشهر إلى مكان آمن. كنا نخشى ان يحدث شيء له. وتبين أن مخاوفنا صحيحة". وتابع "قام أربعة منا بهذه المهمة. لم نتمكن من نقل رفات ابني صدام. كنا نخشى من قيام شخص ما بنبش هذه المقابر". ولم يذكر الزعيم العشائري تفاصيل بشأن المكان الذي نقلت إليه رفات صدام. وقال "نقلناه إلى مكان بعيد عن يد أعدائه"، وأضاف "ألا يكفيهم أنهم قتلوه. والآن هم خائفون من جثمانه". وشنق صدام في عام 2006 بعد أن أدين ب "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية" لقتل 148 قرويا شيعيا بعد محاولة اغتيال فاشلة في عام 1982 . ودفن في بلدة العوجة – مسقط رأسه – التي تقع على مسافة 150 كيلومترا إلى الشمال من بغداد مما أثار موجة من الحزن والغضب بين أنصاره السنة. وقال ضابط شرطة برتبة نقيب من غرفة العمليات في مدينة سامراء القريبة "دخلت قوة من أفراد الميليشيات موقع قبر صدام ودمروا كل شيء وقع عليه بصرهم وأشعلوا فيه النار. وحتى الآن هم يحيطون بمواقع القبور". وأكد الزعيم العشائري هذه الرواية. وقال "أفراد الميليشيا الشيعية اقتحموا القبر وحطموا كل شيء بداخله بما في ذلك صور صدام حسين". وأكد زعيم ميليشيا شيعية يقيم بالقرب من المنطقة أن أفراد الميليشيا أشعلوا النار في القبر. وتتمركز الميليشيا الشيعية قرب موقع قبر صدام لقتال مسلحي الدولة الإسلامية الذين اجتاحوا شمال العراق في يونيو وأعلنوا الخلافة. وتم دفن صدام ليلاً بجوار أبنائه. وقال الزعيم العشائري إنه وسنة آخرون يبحثون تقارير بأن تلك الميليشيات نبشت قبري عدي وقصي اللذين قتلتهما القوات الأمريكية في عام 2003 قبل القبض على والدهما بستة أشهر. وحفر قبر صدام حسين في قطعة أرض مملوكة للعائلة كان الرئيس الراحل قد أقام عليها مبنى في الثمانينات للاحتفالات الدينية. وقالت الحكومة في ذلك الوقت إن جثمان صدام ربما ووري الثرى في قبر سري خوفا من أن يتحول الموقع إلى مزار للمتمردين البعثيين. وقتل أكثر من 70 شخصا في هجمات بسيارات ملغومة على أحياء شيعية بعد إعدام صدام.