عمارة: انطلاق جلسات الحوار فى 9أغسطس.. ونافعة: تشكيل لجنة مصالحة وطنية بعد الموافقة عليها "إنقاذ للجماعة أم للدولة أم محاولة من مجموعة من الشباب للبحث عن دور"، هكذا تباينت وجهات النظر حول المبادرة التي أطلقها تحالف "شباب الإخوان المنشقين"، تحت لواء حزبهم "العدالة الحر" - تحت التأسيس- لتحقيق المصالحة بين "الإخوان المسلمين" والسلطة الحالية. وبدأت مرحلة الإعداد للمبادرة قبيل عيد الفطر، وذلك خلال لقاء جمع "الإخوان المنشقين" والدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، وأعقب ذلك أنباء عن اجتماع مع "الجماعة الإسلامية" المنضوية في "التحالف الوطني لدعم الشرعية" لبحث المبادرة. إلا أن أجواء من الضبابية خيمت على المبادرة، ففي حين أكد شباب التحالف أن المناقشات تتم على قدم وساق بصورة موفقة، وأن التحضيرات بدأت لانطلاق جلسات الحوار فى 9أغسطس الجاري، نفت أطراف من المفترض أن تشارك فى تلك الجلسات ذلك، مقللة من أهمية ما يتردد بهذا الخصوص. وتدعو المبادر إلى تشكيل مجلس المصالحة الوطنية يتألف من علماء الأزهر الشريف والكنيسة، والتيارات الإسلامية و"الدعوة السلفية"، ورموز جماعة "الإخوان المسلمين" ورموز وطنية تحظى بقبول وتوافق الجميع، وممثلي النقابات. وتنص المبادرة على جمع شمل جميع المصريين دون التفرقة، وأن يتم التواصل على عدة أسس وقواعد لإتمام المصالحة وفقًا لرؤية المجلس بعد إتاحة كل المشاورات، وأن تكون قرارات المجلس ملزمة لجميع الأطراف. وتدعو جماعة "الإخوان المسلمين" إلى الاعتراف بالأحكام القضائية التي صدرت بحق أنصارها احترامًا للقضاء المصري النزيه، واحترام الأحكام التي تدين أي فرد ارتكب جرائم بحق الوطن على أن يكون هناك نبذ للعنف، وتأكيد ذلك عبر وثيقة صادرة من الجماعة. وشددت في الوقت ذاته على أنه "لجماعة الإخوان الحق في حرية التعبير عن الرأي وفقًا للقانون والدستور"، وأنه "على الدولة أن تتعهد بتنفيذ توصيات المجلس القومي لحقوق الإنسان بوصف ضحايا ما بعد 30 يونيو ومن بينها ضحايا فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالشهداء، وتعويض أهاليهم". وقال عمرو عمارة، منسق تحالف "شباب الإخوان المنشقين"، إنهم عقدوا اجتماعات مع الأطراف المختلفة خاصة القوى الإسلامية خلال أيام عيد الفطر المبارك، إلا أنه رفض الكشف عن تفاصيل تلك اللقاءات "رغبة في عدم إفشالها"، موضحًا أنه "سواء كللت تلك التحركات بالنجاح أو لم يكتب لها فسيتم الإعلان للرأي العام عن تفاصيلها ولكن فى الوقت المناسب. وأشار إلى أن الجلسة الأولى ستعقد في 9أغسطس الجاري وسيحضرها العديد من الشخصيات وممثلي الأحزاب المختلفة. فيما أعلن تحالف "شباب الإخوان المنشقين" الخميس الماضي، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عن عقده اجتماعات مع القوى السياسية المختلفة لدعوتها إلى المشاركة فى جلسة الحوار الوطنى. وقال إن عمرو عمارة، منسق التحالف اجتمع مع السيد النجار منسق حركة (مصر للجميع)، فضلاً عن بعض الحركات المدنية الأخرى التي أبدت استعدادها للمشاركة فى إتمام عملية التصالح. كما بعث التحالف برسالة لعدد من الأحزاب المدنية والإسلامية لدعوتها للمشاركة. من جانبه، أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أنه "لا توجد مبادرة بالمعنى الحرفي وإن الأمر عبارة عن مقابلات مع "الإخوان المنشقين" الذين طلبوا لقائه وتناقشوا حول قواعد عامة وكيفية مواجهة الإرهاب، ومجموعة من الآليات لإيجاد قواعد مشتركة من الممكن البناء عليها"، لافتًا إلى أن لقاءاته مع هؤلاء الشباب مستمرة، وأن بابه مفتوح لكل من يريد الحديث أو البحث عن مخارج للوضع الحالي. وأضاف نافعة ل"المصريون"، أن "هؤلاء الشباب لديهم نوايا حسنة، وسيتواصلون أولاً مع القوى الإسلامية لعرض عليهم تلك القواعد والآليات، وبعد موافقتهم عليها سيعرضونها على باقي الأحزاب ليتم بعدها تشكيل لجنة مصالحة وطنية". وأوضح أن اختيار الشخصيات التي ستشارك فى عضوية اللجنة المقترحة مسألة متروكة للشباب، ولا يعلم إذا كان من ضمنهم عمرو موسى وأحمد كمال أبوالمجد أم لا. وعن تمثيل الدولة فى تلك المحادثات، أشار نافعة إلى أن تلك المحادثات لا تمثل الدولة ولا يوجد أي أحد يتحدث باسمها سواء هو أو غيره، وأنها لم تعرض على المؤسسات الرسمية. في المقابل، أكد هشام كمال المتحدث باسم "الجبهة السلفية"، القيادي ب "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، ل"المصريون"، أن "تحالف الإخوان المنشقين كذب على الجبهة، وقال إنهم يرحبون بمبادرتهم فى حين أن الوضع ليس كذلك، حيث تواصل أحد هؤلاء الشباب مع التحالف، ولكن كان حديثًا عامًا ولم يكن قبولا بمبادرة كما تناقلت الصحف"، مشيرًا إلى أنهم سيصدرون بيانًا رسميًا يوضحون فيه ملابسات الموقف. وقلل خالد الزعفراني، القيادي الإخواني المنشق، الخبير في شئون الإسلام السياسي، من أهمية المبادرة، قائلاً إنه "لا التوقيت ولا المضمون سيكللان تلك الجهود بالنجاح، فمن جهة الجماعة تحاول التصعيد فى الشارع وتحشد أنصارها لتظاهرات ذكرى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، ومن جهة أخرى هؤلاء الشباب لن يعتد أحد بمبادرتهم، سواء من الإسلاميين أو الدولة"، واضعًا مجهوداتهم في إطار "البحث عن دور والشو الإعلامي". وعن لقاء الجماعة الإسلامية بهم، أعرب الزعفراني عن توقعه بأنها "لن تنتهي إلى شىء، خاصة أن الجماعة الإسلامية الآن فى مرحلة شد وجذب مع الدولة، بعد القبض على قيادتها، وتحاول التوصل إلى صيغة تضمن تمثيلهم فى البرلمان القادم مقابل انسحابهم من التحالف"، وفق قوله. وأضاف، أن "إيجاد مبادرة ترضاها الدولة والجماعة ويقبلان بها لن تتم إلا بتدخل دول وكيانات دولية وشخصيات ذات ثقة، وستجرى فى وقت لاحق حينما تتيقن كل الجهات بأنه لا سبيل غير المواءمة السياسية".