خيم الحزن والأسى على أهالى محافظه أسيوط، منذ سماع استشهاد ثلاثة من أبنائها فى مذبحه الفرافرة بالوادى الجديد، والذى راح ضحيته 21 جنديًا من القوات المسلحة. وثار الجدل حول الشهيد إسلام عبد المنعم بدر والذى لم يحالفه الحظ حيًا وميتًا فمنذ استشهاده ذاقت عائلته كل الصعاب منذ سماع الخبر. ففى البداية كان هناك خطأ فى عنوانه وأنه من مركز أبو تيج قرية النخيلة إلى أن استقر العنوان ووصول الاسم كاملاً واتضح أنه يقيم فى درب اليمنى غرب أسيوط، وحتى الساعة الثالثة عصرًا لم يعلم أهليته ما يحدث من ترتيبات خروج الجثمان. وقام أحد أصدقائه بالاتصال والتواصل مع عمه وأخيه حتى لحظات الوصول، فقام بتبليغهما بأنهما سوف يتسلما الجثة من كمين مدخل محافظه أسيوط "كمين الجامعة" وتم تسلم الجثة وصعد عمه ووالده إلى سيارة الإسعاف، وأثناء توجه السيارة إلى منزل العائلة كشف عمه ووالده عن وجهه وأعلنا أن هذه الجثة ليست لنجلهما وأن الجثمان الذى تسلماه من مطار ألماظة ومكتوب عليه اسم شهيدهما هو ليس ذات الجثمان لابنهم الذى يعرفان ملامحه كاملة، وقلب الأم الذى دلها أن هذا الجثمان ليس ابنها. وسادت حالة من الهرج والغضب والحزن على كل المنتظرين للجثمان أمام المسجد، وظن البعض فى البداية أن عمه ووالده فى حالة من الصدمة لفقدان أحد شباب العائلة وفلذة أكبادهما التى تجعلهم لا يتمكنان من التمييز، نظرا لحالتهما فساعدهما فى ذلك أصدقاؤه، ولكن كانت نفس النتيجة، فالكل اتفق أن الجثمان ليس لابنهم. واتفق الجميع أن والدته تستطيع الفصل فى ذلك، وبالفعل تم إيداع الجثمان بمشرحة مستشفى الإيمان العام، وتوجهت الأم المكلومة إلى هناك، ودخلت على الجثمان، وخرجت مؤكدة أنه ليس ابنها، فعلامة الصلاة التى كانت تميزه فى جبينه ليست موجودة، وعلامة أخرى كانت فى وجهه ناتجة عن إصابة سطحية لم تكن أيضًا موجودة، وقدمه الكبيرة ليست هى، فابنها يتميز بقدمه الكبيرة، وقبل كل ذلك قلبها لم يدلها على أنه ابنها، وغادرت المستشفى إلى منزلها، وسط حزن وحسرة وحيرة وتعلق بآمال أن تجد ابنها. وعاد أهل المنطقة إلى منازلهم لحين إشعار آخر، وظلت أسرته تجرى اتصالات مكثفة مع أهالى الشهداء للتأكد من ذويهم، وخاصة الذين جاءوا معهم على نفس الطائرة من شهداء الصعيد، ولكن دون فائدة. وجاء اتصال هاتفى للأسرة لمناظرة الجثمان مرة أخرى للتأكد وإعطاء الرأى النهائى بوجود أحد الأطباء الذى أكد أن الإصابات والتورم والتجمعات الدموية بالجثمان غيرت ملامحها بشكل كبير، يجعل أهله لا يمكن تمييز ابنهم، فضلا عن بداية انتفاخ الجثمان، نظرًا لطول المدة بين وفاة الشهيد ودفنه، ووسط كل هذه الحيرة اقتنعت أسرة الشهيد بأن الجثمان هو ابنها بعد ليلة كاملة من الشك، ولكن بدا على الأم حيرتها، وعدم تأكدها، حتى بعد الموافقة على دفنه، وظل عقلها وقلبها غير مصدقين لما يقال. وطالب عمرو عبد المنعم أخو الشهيد، المجند بمنطقة الفرافرة المحافظ بنقله إلى أسيوط وإعفائه من السنة الباقية فى خدمته لكى يكون سندًا لوالديه بدلاً من أخيه مشيرًا إلى أن آخر وصيته قبل استشهاده من خلال مكالمة تلفونية "خلى بالك يا عمرو من أبويا وأمى وأخواتى متزعلهمش أنا أيامى قربت وحاسس أن الدور على فى الموت ولكنى لم أعلم أنى آخر مرة هسمع صوته". وأشار عمرو، إلى أن شقيقه "كان طيبًا جدًا وجدع وبيحب كل الناس وقبل ما يسافر قال اشترى قميص وبعد مارجع البيت أعطاه لواحد صاحبه وقاله إنه يخليه تذكار لأنه مش هيعيد معاهم". شاهد الصور: