«إننا نقوم ببلورة خطة لتطوير البرامج ورفع الميزانية لما يمكن ان نقدمه لمصر خلال الفترة القادمة بناء على ما يطلبه شركاؤنا المصريون فى المجتمع المدنى وفى ضوء ما استمعت إليه من ممثلى الحكومة المصرية أيضا»، هكذا أكد المدير التنفيذى لمنظمة أوكسفام الدولية جيرمى هوبز فى أعقاب زيارة قام بها مؤخرا للقاهرة للاطلاع على ما يمكن ان تقوم به أوكسفام المنظمة الدولية غير الحكومية المعنية بدعم المجتمع المدنى وتقديم العون الإنسانى. هوبز أضاف ان اوكسفام تنظر فى جملة من البرامج والمشروعات الجديدة التى يمكن ان تقدم لها الدعم فى اطار الحرص على تقديم المساعدة لمصر خلال المرحلة الانتقالية بما يسهم فى مساعدة المجتمع المدنى المصرى على مواجهة قضايا جوهرية قد يكون التعامل معها أكثر صعوبة فى المرحلة الحالية خاصة ما يتعلق بالفقر والتنمية، مشيرا إلى أن نجاح التجربة المصرية سيكون له الأثر الايجابى فى المنطقة العربية بأكملها. من جانبها، تقول جيرالدين فريزر مدير مشروع الديمقراطية والحوكمة فى برنامج الأممالمتحدة الانمائى إن البرنامج يسعى بالتعاون مع المجتمع المدنى والحكومة المصرية للنظر فى جملة من الآليات التى يمكن من خلالها تقديم الدعم بالصورة التى يرغب فيها المصريون وبالصورة التى يتم الاتفاق عليها مع الحكومة المصرية. وحسب فريزر فإن نقل الخبرات للدول التى مرت بتجارب التحول من النظم الشمولية أو الديكتاتورية إلى بناء الدولة الديمقراطية هو أمر أساسى وذلك ما شهدته مصر خلال يومين أمس وأمس الأول من خلال المؤتمر الموسع الذى نظمه برنامج الأممالمتحدة الانمائى فى القاهرة، والذى افتتحه رئيس الوزراء عصام شرف والمدير التنفيذى لبرنامج الأممالمتحدة الانمائى هيلين كلارك، حول أساليب وطرق التحول الديمقراطى. «إن الاستماع إلى تجارب الآخرين لا يعنى نقل تفاصيل ما قاموا به بالضبط ولكنه يعنى التعلم من النجاحات وأسباب الاخفاق، وهذا ما نسعى إلى تقديمه». وبحسب فريرز فإن هناك أيضا ما يمكن تقديمه، حسبما يتم الاتفاق عليه مع الجانب المصرى، فى مجالات تدريب الكوادر السياسية على العمل والنشاط، بدون أى تمييز بين الأحزاب أو القوى السياسية المختلفة، خاصة فى هذه المرحلة التى تشهد فيها مصر تكوين الكثير من الأحزاب واعادة بناء حياة سياسية فاعلة ونشطة. «إن مصر تمر بمرحلة واضحة من السيولة السياسية ونحن مستعدون لتقديم الدعم الممكن للاسهام فى عبور المرحلة الانتقالية بسلاسة والتحول من سياقات الحكم الشمولية إلى سياقات الحكم الرشيد والديمقراطية»، تضيف فريزر. «نحن لا نقدم ابدا برامج مفصلة لهذه الدولة أو تلك، ونحن نحرص على ان نقدم الدعم بينما تقوم المجتمعات والحكومات الجديدة المنتخبة بطى صفحة النظم الشمولية وكتابة صفحة جديدة من التاريخ الوطنى للدولة الديمقراطية»، حسبما تؤكد فريزر وكما يفعل غيرها من ممثلى المنظمات الدولية بما فى ذلك هوبز من اوكسفام فى إطار الحرص على تأكيد التدخل فى الشئون الداخلية للمجتمع المصرى. وبحسب مصدر فى مكتب رئيس الوزراء فإن هناك انفتاحا «حقيقيا» من قبل حكومة عصام شرف على الاستفادة من الخبرات الدولية ومن الدعم الدولى لتهيئة المناخ لعملية التحول السياسى وبإسهام واضح من المجتمع المدنى المصرى. ويضيف المسئول ذاته أن الحكومة الحالية تعمل مع الجميع وبشفافية كاملة ونحن لا نرغب فى إبعاد أحد أو اقصاء أحد من المجتمع المدنى ونثق فى قدرة المجتمع المدنى المصرى على الاستفادة من العمل مع المنظمات الدولية، خاصة تلك التابعة للأمم المتحدة، بما يسهم فى فى تطوير المشاركة السياسية والمجتمعية. ولا يستبعد المصدر ذاته ان يتم الاستفادة من هذه المنظمات فى «تأهيل الكوادر المدنية الوطنية» للاستعداد لمراقبة الانتخابات القادمة، كما انه لا يستثنى امكانية النظر فيما يمكن ان تسهم به منظمات دولية فى الاسهام فى مراقبة الانتخابات فى مصر «ولكن هذا الأمر مازال قيد النظر».