ياترى لو كان الخليفه العباسي المعتصم بيننا الان ويتولى أمر الامه ماذا يكون رد فعله على إقدام الصهاينه على ما فعلوه ؟ هل كان سيصمت كما يصمت أهل القبور ! أم سوف يكتفي ببيانات الشجب وإلادانه ؟ ام سوف يجيش الجيوش وينتصر للامه ؟ تذكر كتب التاريخ أن امرأة مسلمة ذهبت تبيع الثياب وتشتري في سوق عمورية في بلاد الروم والبلاد ليست من بلاد الاسلام فبسطت بضاعتها في السوق ضحى وهي إمرأة غريبة بين قومٍ ليسوا من قومها مثلما تذهب المرأة المسلمة اليوم إلى بريطانيا أو أمريكا وبينما هي تبيع وتشتري أتى رجل رومي فربط ثوبها بحجيزتها أو برأسها؛ فقامت فتكشفت عورتها فصاحت بأعلى صوتها في السوق وامعتصماه .. وامعتصماه .. وامعتصماه.. و أخذت تصيح بأعلى صوتها أين الخليفة المعتصم عن هذا الأمر ؟ أيرضى أن تنتهك حرمتي؟ وأن يكشف عرضي في السوق؟ أيرضى وهو خليفة للمسلمين أن يفعل بي هذا ؟ فضحك الرومي الذي فعل هذا مستخفا بها وقال لها انتظري المعتصم حتى يأتي على حصان أبلقٍ وكان مستبعداً الرد فتناهت تلك الاستغاثه التي تدخل الى القلوب وتقرع الارواح الى مسامع رجل مسلم كان وقتها موجودا في السوق ...
فانطلق هذا الرجل المسلم وركب حصانه مسرعا لا يلوي على شئ سوى أن يوصل تلك الاستغاثه ووصل إلى المعتصم في دار الخلافة في بغداد دار السلام ودخل على المعتصم وكان عسكرياً قوياً متقياً لله فأتى هذا الرجل المسلم الذي سمع المرأة الصارخة المستنجدة بالمعتصم بعد الله فدخل عليه وقال يا خليفة المسلمين كنت يوم كذا وكذا في عمورية ، ووقع لامرأة مسلمة كذا وكذا فصاحت بأعلى صوتها في السوق وامعتصماه... فضحك منها الروم وقالوا لها انتظري المعتصم على حصانه الأبلق حتى يأتيك ينصرك فقام المعتصم من على كرسيه واقفاً فقال والله الذي لا إله إلا هو لا يصيب رأسي غسلٌ من جنابة حتى أطأ أرضهم بالخيل.
ثم أعلن الاستنفار في دولة الخلافه وقال لا بد من كل بيت من المسلمين أن يخرج منهم مجاهد وشدد على ذلك ثم توجه وجعل العلماء في مقدمة الجيش يفقهون الناس ويبينون لهم فضل الجهاد في سبيل الله ومشى حتى وصل إلى بلاد الروم فكان يفتح كل مدينه في طريقه وتوالى سقوط المدن حتى اقبل على عمورية فطوقها وحاصرها حتى استسلم قوادها وأنزلهم وقال لهم عليَّ بذلك الرجل والله لا أغادر مكاني حتى يأتيني الرجل الذي أساء لتلك المرأة المسلمه فأتوا بالرجل يسحبونه فأوقفه عند المرأة المسلمه و قال لها هذا الرجل رقيق لك إن شئت أعتقتيه لوجه الله وإن شئت فهو عبدٌ لك قالت بل أعتقه لوجه الله بعدها صاح بأعلى صوته أنا المعتصم أنا المعتصم وهذا حصاني الأبلق و والله لانتصرن لكل فرد من رعيتي يتعرض للظلم
ربَّ وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتَّمِ لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصمِ ألإسرائيل تعلو رايةٌ ؟ في حمى المهد وظل الحرمِ أوما كنتِ إذا البغي اعتدى موجةً من لهبٍ أو من دمِ كيف أغضيت عن الظلم ولم تنفضي عنك غبار التهم
إن المتأمل لتاريخ اليهود والمتتبع للأحداث التاريخية يجد أنَّ الغدر ونقض العهود والمواثيق من أبرز الصفات التي اتصف بها اليهود فقد اشتهروا بالغدر ونقض العهود والمواثيق والخيانة لكل من يتعامل معهم. والقرآن الكريم قد بيَّن لنا حقيقة هؤلاء وسرد لنا الأحداث التي تبين تجذُّر هذه الصفة القبيحة فيهم لو امعنا النظر في سلوك الدوله الصهيونيه مع مصر لوجدنا انها تتعامل مع مصر كعدو الم تكتشف مصر العديد من الجواسيس رغم معاهدة السلام ؟ ألم تلتف إسرائيل على دول حوض النيل وتحاول أن تؤلبها على مصر ؟ من الذي دعم أثيوبيا في سد النهضه ألم يخبرنا العليم الخبير بأن أشد الناس عدواة للمسلمين هم اليهود ؟ قال الله تعالى في كتابه الكريم ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ) لكن المتابع الدقيق للاحداث في منطقتنا كان يدرك أنه لن يصدر حتى ولا بيانات شجب أو إدانه ! فكيف بمن ينتظر مواقف أكثر حزما وشدة و وضوحا في دعم اشقاء لنا في الدين والدم واللغه محاصرين جوا وبرا وبحرا ورغم كل ذلك وقلة ذات اليد نجدهم يصنعون السلاح الذي ارعبوا به هؤلاء المعتدين .. فكيف بهم لو توفر لهم من المال ماعند الاخرين ! الارتباط بين مصر وغزه قويا لن ينفصل مهما حدث اليست رفح مصريه ورفح فلسطينيه هناك تداخل حتى في العلاقات الاسريه ... غزه هي خط الدفاع الاول عن مصر... يبقى موقف مصر هو الحاسم لان مصر لو إتخذت موقفا حازما وقويا لوجدنا ان العرب يأخذون نفس الموقف .. لماذا تتخلى مصر العروبه والاسلام عن دورها القيادي والطليعي للامه . ...متى ينجلي هذا الليل الطويل الذي يخيم على الامه .