طالب حمدين صباحي زعيم "التيار الشعبي" المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية المصرية، بتعديل المبادرة التي طرحتها بلاده لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قائلا إنه لابد أن يكون موقف بلاده "فى صف فلسطين وليس محايدا كما هو الآن". جاء ذلك خلال في تصريحات للصحفيين عقب لقاءه مع وفد من تحالف "التيار المدني الديمقراطي" يضم أحزاب يسارية وليبرالية، بالسفير الفلسطينيبالقاهرة جمال الشوبكي بمقر السفارة الفلسطينية، اليوم، بهدف إعلان "تضامن القوى السياسية المصرية مع الشعب الفلسطيني". وضم الوفد، بجانب صباحي مؤسس التيار الشعبي (يضم أحزاب ناصرية ويسارية)، كلا من عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وأحمد البرعي وزير التضامن الأسبق، وهالة شكر الله رئيس حزب الدستور (ليبرالي)، وجورج إسحاق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وآخرين. وقال صباحي عقب اللقاء إن "الاعتداء الصهيوني على قطاع غزة هو اعتداء على الأمة العربية والمصرية، خاصة أن ما يحدث هي جرائم حرب فى حق الإنسانية المصرية"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول". وأضاف "الاعتداء على فلسطين اعتداء على عروبتنا ومصريتنا وما تقوم به إسرائيل جرائم حرب ضد العروبة". وشدد على أن "الشعب المصرى مع المقاومة الكاملة ضد الكيان الصهيوني من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر تحت السيادة المصرية"، داعيا إلى "ضرورة أن يكون موقف مصر واضح فى تأييدها للشعب الفلسطيني وقضيته وليس موقف المحايد". وتابع "مصر ليست طرفا مفاوضًا أو وسيطًا ولكن دورها أكبر بكثير من أي دولة عربية، خاصة أن القضية الفلسطينية هي قضية مصرية وعلى القيادة المصرية أن تكون فى صف الدولة الفلسطينية وليس الكيان الصهيوني". وبشأن المبادرة المصرية التي تقدمت بها القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة، قال صباحي: "لابد أن تتسع المبادرة المصرية لتعديلات تحقق مطالب وآمال المقاومة الفلسطينية"، مطالبًا بضرورة أن تتوحد الفصائل الفلسطينية تحت راية واحدة لتحقيق مطالبهم، قائلا: "موقف مصر من عدوان غزة لابد أن يكون فى صف فلسطين وليس محايدا كما هو الآن". وفيما تتمسك القاهرة بعدم تعديل المبادرة التي طرحتها الاثنين قبل الماضي لوقف إطلاق النار في غزة، وتقول إنها "متكاملة وتلبي احتياجات الطرفين"، وترفض حركة حماس المبادرة المصرية وتقول إنها لا تستجيب لشروط "المقاومة الفلسطينية" وأبرزها رفع الحصار عن غزة، وإطلاق سراح المعتقلين، فيما قبلت إسرائيل المبادرة المصرية وسط دعم من دول غربية لها أبرزها الولاياتالمتحدة. وطالب مؤسس التيار الشعبي، "بضرورة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية، والاستماع إلى المقاومة الفلسطينية". واختتم تصريحاته بضرورة أن "تسعى مصر فى إطار تحالف إقليمي ودولي للدفاع عن حقوق عروبتنا وقوميتنا ومواجهة إسرائيل وعدوانها الغاشم على الأمة العربية". بدورها، قالت هالة شكر الله رئيس حزب "الدستور"، إن "لابد من أن يتم التعامل مع غزة بغض النظر عن الموقف من الفصائل الفلسطينية المختلفة"، مشددة على ضرورة قيادة موجة غضب على مستوى العالم رافضه لما يقوم به الكيان الصهيوني". وأضافت "الدور المصرى من القضية الفلسطينية لا يختلف عن ما كان عليه على مدار الثلاثين عاما من حقبة النظام الأسبق، من حيث السيادة فى سيناء ومراعاة مصالح الشعب الفلسطيني". وشرعت إسرائيل قبل 18 يومًا، بشن حربٍ على قطاع غزة أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، وتوسعت فيها الخميس الماضي بتنفيذ توغل بري محدود، مصحوباً بقصف مدفعي وجوي وبحري كثيف. وأعلن أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع، منذ السابع من الشهر الجاري، وحتى اليوم الخميس، إلى 771 قتيلاً، وإصابة 5000 آخرين، بجراح متفاوتة. في المقابل، قتل 32 جندياً، ومدنيان، وأصيب أكثر من 435 أغلبهم من المدنيين، معظمهم أصيبوا بحالات "هلع"، فيما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، إنها قتلت 76 جندياً إسرائيلياً وأسرت آخر.