المثل العامي يقول.. "وقوع البلاء.. ولا انتظاره"!! فأسوأ شيء في الحياة أن تتوقع ثم تشعر بالمصيبة قادمة وتظل في انتظارها وتضرب أخماسا في أسداس حتي تقع الواقعة, لكن الهم الأكبر هو فترة الترقب والانتظار وعمل الحسابات وما يمكن أن يحدث.. كل هذا الوقت علي حساب الأعصاب ويحرق الدم كما يقولون!! هذا ما حدث مع منتخب مصر خلال الشهرين الماضيين وبعد الهزيمة من جنوب إفريقيا ظل الجميع في فترة الانتظار والترقب بينما الإعلام نازل تقطيع وهتك عرض في الجهاز الفني واللاعبين.. ويتفنن أصحاب الأقلام السوداء في تحويل الموقف إلي دراما سوداء بطلها سمير زاهر لأنه الهدف الذي يسعي إليه كل من يريد الهجوم.. لذلك كانت الفترة السابقة كلها ترقب البلاء الأكبر أي التعادل أو الهزيمة من جنوب إفريقيا اليوم حتي تنقطع كل السبل بمنتخبنا, وكأن الجميع يريد أن يمزق جهاز حسن شحاتة, وتناسينا ما قدمه لمصر هو وكل اللاعبين الذين يلعبون اليوم, وحتي اتحاد الكرة الذي حقق ثلاث بطولات متتالية خلال دورتين انتخابيتين لم يسلم هو الآخر من عملية هتك العرض.. ومازالت مستمرة!! المهم أن إقامة المباراة اليوم هي وقوع البلاء مهما كانت نتيجته وأتمني أن تكون إيجابية ويفوز المنتخب حتي يبقي الأمل قائما في الوصول لكأس الأمم والدفاع عن اللقب الثلاثي الذي يحمله منتخبنا. وحتي ولو فزنا أتصور أن الحرب ستظل مستمرة علي شحاتة ولاعبيه, وكأن أصحاب القلوب السوداء لا يريدون بسمة للشعب المصري, ويريدون كل شيء أسود, فلن يتواني قواد الثورة الكروية في الهجوم علي اتحاد الكرة حتي ولو أخذنا كأس العالم. المهم أن تفوز يا شحاتة أنت وجهازك وأن يسجل أحمد حسن ومجموعته, حتي يبقي الأمل قائما ومستمرا, حتي ولو كان واحدا في الألف, وثقوا أن الهجوم جاهز من الآن حتي ولو سجلتم عشرة أهداف وذهبتم إلي الجابون وغينيا الاستوائية وعدتم بالكأس الرابعة!! العبوا وتألقوا من جديد اليوم.. والباقي علي الله!! بقلم: جمال هليل الجمهورية